للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[- الحثو]

صفةٌ فعليةٌ خبريَّةٌ ثابتةٌ لله عَزَّ وجَلَّ بالسنة الصحيحة الدليل:

حديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه مرفوعاً: ((وعدني ربي أنَّ يدخل الجنة من أمتي سبعين ألفاً لا حساب عليهم ولا عذاب، مع كل ألف سبعون ألفاً، وثلاث حثيات من حثيات ربي)) (١).

حديث عامر بن زيد البكالي عن عتبة بن عبدٍ السُّلَمي رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ ربي وعدني أنَّ يدخل من أمتي الجنة سبعين ألفاً بغير حساب، ثم يتبع كل ألف سبعين ألفاً، ثم يحثي بكفه ثلاث حثيات، فكبَّر عمر)) (٢) الحديث.

٣ - حديث أبي سعيد الأنماري الخير رضي الله عنه مرفوعاً: ((إنَّ ربي وعدني أنَّ يدخل الجنة من أمتي سبعين ألفاً بغير حساب، ويشفع لكل ألف سبعين ألفاً، ثم يحثي ربي ثلاث حثيات بكفيه)) (٣).

وقد أورد الدارمي في حديث عتبة وأبي سعيد في موطن (النقض على المريسي) في طعنه إثبات صفة اليد والكف لله عَزَّ وجَلَّ.

وقال المباركفوري عند شرحه لحديث أبي أمامة المتقدم: (ثلاث حثيات)؛ بفتح الحاء والمثلثة، جمع حثية، والحثية والحثوة يستعمل فيما يعطيه الإنسان بكفيه دفعة واحدة من غير وزن وتقدير. اهـ (٤) وقال ابن القيم: ورد لفظ اليد في القرآن والسنة وكلام الصحابة والتابعين في أكثر من مئة موضع وروداً متنوعاً متصرفاً فيه مقروناً بما يدل على أنها يد حقيقة من الإمساك والطي والقبض والبسط والمصافحة والحثيات اهـ (٥). صفات الله عز وجل الواردة في الكتاب والسنة لعلوي بن عبد القادر السقاف - ص١٠٤


(١) رواه الترمذي (٢٤٣٧)، وابن ماجه (٤٢٨٦)، وأحمد (٥/ ٢٦٨) (٢٢٣٥٧). قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب. وقال البوصيري في ((إتحاف الخيرة)) (٨/ ٩٣): رواه ابن ماجه والترمذي وحسنه. وقال الذهبي في ((سير أعلام النبلاء)) (١٦/ ٤٦٠): إسناده قوي. وقال الألباني في ((صحيح سنن ابن ماجه)): صحيح.
(٢) رواه ابن حبان (١٦/ ٢٣١)، والطبراني في ((الكبير)) (١٧/ ١٢٦)، وفي ((الأوسط)) (١/ ١٢٦). قال الهيثمي في ((مجمع الزوائد)) (١٠/ ٤١٤): رواه الطبراني في ((الأوسط)) ... وفى ((الكبير)) وأحمد باختصار عنهما، وفيه عامر بن زيد البكالى وقد ذكره ابن أبى حاتم ولم يجرحه ولم يوثقه، وبقية رجاله ثقات. اهـ. والدارمي في ((نقضه على المريسي)) (١/ ٢٧٦)، والفسوي في ((المعرفة والتاريخ)) (٢/ ٣٤١)، وقال ابن حجر في ((فتح الباري)) (١١/ ٤١٨): سنده جيد ... وأخرجه الحافظ الضياء وقال: لا أعلم له علة. قلت: علته الاختلاف في سنده. اهـ .. وأبو عامر البكالي: ذكره أيضاً البخاري في ((التاريخ الكبير)) ولم يجرحه أو يوثقه، وذكره ابن حبان في ((الثقات)) (٥/ ١٩١) وقال: يروي عن عتبة بن عبدٍ، روى عنه أبو سلام ويحيى بن أبي كثير، عداده في أهل الشام. اهـ. وأبو سلام قال عنه ابن حجر في ((تقريب التهذيب)) (٦٨٧٩): ممطور الأسود الحبشي أبو سلام ثقة يرسل. اهـ. ويحيى بن أبي كثير قال عنه ابن حجر في ((تقريب التهذيب)) (٧٦٣٢): يحيى بن أبي كثير الطائي مولاهم أبو نصر اليمامي ثقة ثبت لكنه يدلس ويرسل. اهـ. وبقية رجال الحديث ثقات، ويشهد له حديث أبي أمامة رضي الله عنه السابق.
(٣) رواه الطبراني في ((الكبير)) (٢٢/ ٣٠٤)، و ((الأوسط)) (١/ ١٢٨). وقال: لا يروى هذا الحديث عن أبي سعيد الأنماري إلا بهذا الإسناد تفرد به معاوية بن سلام. ورواه الدارمي في ((نقضه على المريسي)) (١/ ٢٨٠)، وابن أبي عاصم في ((السنة)) (٨١٤)، قال البوصيري في ((إتحاف الخيرة المهرة)) (٨/ ٩٤): رواه الطبراني في ((الأوسط))، وأبوأحمد الحاكم في ((الكنى)) وسياقه أتم. وقال ابن حجر في ((الإصابة)) (٧/ ١٧٧): سنده صحيح وكلهم من رجال الصحيح إلا قيس بن حجر وهو شامي ثقة ولكن أخرجه الحاكم أبو أحمد أيضا من طريق أبي توبة عن معاوية بن سلام فقال إن قيس بن حجر الكندي حدث الوليد بن عبد الملك أن أبا سعيد الخير حدثه وأخرجه الطبراني من طريق أبي توبة عن معاوية فقال إن أبا سعيد الأنماري وقيل قيس بن الحارث وأخرجه أيضا من وجه آخر عن الزبيدي عن عبد الله بن عامر فقال: عن قيس بن الحارث إن أبا سعيد الخير الأنصاري حدثه فذكر طرفا منه فمن هذا الاختلاف يتوقف في الجزم بصحة هذا السند. وقال الهيثمي في ((مجمع الزوائد)) (١٠/ ٤٠٩): رواه الطبراني في ((الأوسط)) و ((الكبير)) ... ورجاله ثقات. وقال الألباني في ((ظلال الجنة)) (٨١٤): ضعيف. والحديث يشهد له حديث أبي أمامة رضي الله عنه السابق.
(٤) ((تحفة الأحوذي)) (٧/ ١٢٩).
(٥) ((مختصر الصواعق المرسلة)) (٢/ ١٧١).

<<  <  ج: ص:  >  >>