للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[- الرقيب]

يُوصف الله عَزَّ وجَلَّ بأنه الرقيب، وهو من صفات الذات، و (الرقيب) اسمٌ من أسماء الله الثابتة بالكتاب.

الدليل:

قوله تعالى: إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً [النساء:١].

وقوله تعالى: وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ [المائدة: ١١٧].

قال ابن منظور في (اللسان): الرقيب: فعيل بمعنى فاعل، وهو الحافظ الذي لا يغيب عنه شيء.

وقال ابن الأثير: الحافظ الذي لا يغيب عنه شيء (١).

وقال السعدي: الرقيب: المطلع على ما أكنَّته الصدور، القائم على كل نفس بما كسبت، الذي حفظ المخلوقات وأجراها على أحسن نظام وأكمل تدبير (٢).

قال القرطبي: رقيب؛ بمعنى: رَاقِب، فهو من صفات ذاته، راجعة إلى العلم والسمع والبصر؛ فإن الله تعالى رقيب على الأشياء بعلمه المقدس عن مباشرة النسيان، ورقيب للمبصَرات ببصره الذي لا تأخذه سنة ولا نوم، ورقيب للمسموعات بسمعه المُدرِكِ لكل حركة وكلام؛ فهو سبحانه رقيب عليها بهذه الصفات، تحت رِقبته الكليات والجزئيات وجميع الخفيات في الأرضين والسماوات، ولا خفي عنده، بل جميع الموجودات كلها على نمطٍ واحدٍ، في أنها تحت رِقبته التي هي من صفته اهـ (٣). صفات الله عز وجل الواردة في الكتاب والسنة لعلوي بن عبد القادر السقاف - ص١٥٤


(١) ((جامع الأصول)) (٤/ ١٧٩).
(٢) ((التفسير)) (٥/ ٣٠١).
(٣) ((الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى)) (١/ ٤٠١).

<<  <  ج: ص:  >  >>