للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[المبحث العاشر: القرشية]

هذا الشرط من الشروط التي وردت النصوص عليه صريحة وانعقد إجماع الصحابة والتابعين عليه، وأطبق عليه جماهير علماء المسلمين، ولم يخالف في ذلك إلا النزر اليسير من أهل البدع كالخوارج وبعض المعتزلة وبعض الأشاعرة، ...

من هم قريش؟

قبيلة قريش هم أولاد قريش، واختلف النَّسَّابون في قريش هذا من هو؟ على عدة أقوال:

الأول: قيل هو: النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر. قال ابن هشام: (النضر قريش، فمن كان من ولده فهو: قرشي. ومن لم يكن من ولده فليس بقرشي) (١). وإلى هذا القول ذهب بعض الشافعية (٢)، ويدل على ذلك ما ذكره ابن إسحاق وغيره في قصة وفد كنده: ((أن الأشعث بن قيس قال: يا رسول الله، نحن بنو آكل المرار، وأنت ابن آكل المرار (٣) فتبسم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال: ناسبوا بهذا النسب العباس بن عبد المطلب، وربيعة بن الحارث ... ثم قال لهم: لا. بل نحن بنو النضر بن كنانة لا نقفوا أمنا (٤) ولا ننتفي من أبينا، فقال الأشعث بن قيس: هل فرغتم يا معشر كندة؟ والله لا أسمع رجلاً يقولها إلا ضربته ثمانين)) (٥). قال البغدادي: (وهذا اختيار أبي عبيدة معمر بن المثنى، وأبي عبيد القاسم بن سلام، وبه قال الشافعي رضي الله عنه وأصحابه) (٦) وهو قول ابن حزم (٧) وابن منظور (٨).

وقول الحافظ ابن حجر (٩) وابن قيم الجوزية (١٠) رحمهم الله تعالى.

الثاني: أن قريشًا هو فهر بن مالك، قال الزبيري: (قالوا: اسم فهر بن مالك، قريش، ومن لم يلد فهر فليس من قريش) (١١). وقال الزبيدي: (والصحيح عند أئمة النسب أن قريشًا هو: فهر بن مالك بن النضر، وهو: جماع قريش وهو: الجد الحادي عشر (١٢) لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فكل من لم يلده فليس بقرشي (١٣) قيل: اسمه فهر. ولقبه: قريش. وقيل: العكس، وقد روي عن نسابي العرب أنهم قالوا: من جاوز فهرًا فليس من قريش (١٤)، قال الزهري: (وهو الذي أدركت عليه من أدركت من نسابي العرب أن من جاوز فهرًا فليس من قريش) (١٥).


(١) [١٣٠٢٢])) ((سيرة ابن هشام)) (١/ ٩٣).
(٢) [١٣٠٢٣])) انظر: ((حاشية الجمل)) (٧/ ٧٨٤).
(٣) [١٣٠٢٤])) المرار شجر من شجر البوادي، وآكل المرار هو: الحارث بن عمرو بن حجر بن عمرو بن معاوية بن كندة، وللنبي - صلى الله عليه وسلم - جدة من كندة مذكورة وهي أم كلاب بن مرة وإياها أراد الأشعث. عن ((زاد المعاد)) (٣/ ٤٠).
(٤) [١٣٠٢٥])) قفى أمه: أي رماها بالفجور، وانتفى من أبيه أي انتسب إلى غير أبيه.
(٥) [١٣٠٢٦])) رواه ابن ماجه (٢١٣٢)، وأحمد (٥/ ٢١١) (٢١٨٨٨)، والطيالسي (٢/ ٢٢٢) (١١٤٥)، وابن سعد في ((الطبقات الكبرى)) (١/ ٢٣)، قال ابن كثير في ((البداية والنهاية)) (٢/ ١٨٦): إسناده جيد قوي، وحسنه الألباني في ((صحيح سنن ابن ماجه)).
(٦) [١٣٠٢٧])) ((أصول الدين)) (ص: ٢٧٦)، ((الحاوي)) للماوردي (٨/ ٤٦٦)، ((روضة الطالبين)) للنووي (٥/ ٣٢١).
(٧) [١٣٠٢٨])) ((جمهرة أنساب العرب)) (ص: ١٢).
(٨) [١٣٠٢٩])) انظر: مادة (قرش) من لسان العرب لابن منظور (٦/ ٣٣٤).
(٩) [١٣٠٣٠])) ((فتح الباري)) (٦/ ٥٣٤).
(١٠) [١٣٠٣١])) ((زاد المعاد)) (٣/ ٤٠).
(١١) [١٣٠٣٢])) ((نسب قريش)) لابن المصعب الزبيري (ص: ١٢).
(١٢) [١٣٠٣٣])) لأن نسبه - صلى الله عليه وسلم - كالتالي: هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هشام بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر ... إلخ. انظر: ((سيرة ابن هشام)) (١/ ١).
(١٣) [١٣٠٣٤])) ((إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين)) (٢/ ٣٠).
(١٤) [١٣٠٣٥])) ((شرح المواهب اللدنية)) للزرقاني (١/ ٧٥).
(١٥) [١٣٠٣٦])) ((زاد المعاد)) لابن القيم (٣/ ٤٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>