للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولا يزال العلم ينقص والجهل يكثر حتى لا يعرف الناس فرائض الإسلام, فقد روى حذيفة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يدرس الإسلام كما يدرس وشي الثوب حتى لا يدرى ما صيام ولا صلاة ولا نسك ولا صدقة, ويسرى على كتاب الله في ليلة فلا يبقى في الأرض منه آية, وتبقى طوائف من الناس الشيخ الكبير والعجوز يقولون أدركنا آباءنا على هذه الكلمة: لا إله إلا الله, فنحن نقولها. فقال له صلة: ما تغني عنهم لا إله إلا الله وهم لا يدرون ما صلاة ولا صيام ولا نسك ولا صدقة؟ فأعرض عنه حذيفة, ثم ردها عليه ثلاثاً كل ذلك يعرض عنه حذيفة, ثم أقبل عليه في الثالثة فقال: يا صلة, تنجيهم من النار ثلاثاً)) (١).

وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: ((لينزعن القرآن من بين أظهركم يسري عليه ليلاً فيذهب من أجواف الرجال فلا يبقى في الأرض منه شيء)) (٢).

قال ابن تيمية: (يسري به في آخر الزمان من المصاحف والصدور فلا يبقى في الصدور منه كلمة، ولا في المصاحف منه حرف) (٣).

وأعظم من هذا أن لا يذكر اسم الله تعالى في الأرض كما في الحديث عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا تقوم الساعة حتى لا يقال في الأرض الله الله)) (٤).

قال ابن كثير: (في معنى هذا الحديث قولان:

أحدهما: أن معناه أن أحداً لا ينكر منكراً, ولا يزجر أحداً إذا رآه قد تعاطى منكراً، وعبر عن ذلك بقوله ((حتى لا يقال: الله الله))، كما ... في حديث عبد الله بن عمرو ((فيبقى فيها عجاجة لا يعرفون معروفاً ولا ينكرون منكراً)) (٥).

والقول الثاني: حتى لا يذكر الله في الأرض, ولا يعرف اسمه فيها, وذلك عند فساد الزمان، ودمار نوع الإنسان، وكثرة الكفر والفسوق والعصيان" (٦). أشراط الساعة ليوسف الوابل-ص: ١٠٢


(١) رواه ابن ماجه (٣٢٨٩)، والحاكم (٤/ ٥٨٧)، والبيهقي في ((شعب الإيمان)) (٢/ ٣٥٦) (٢٠٢٨). قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي، وقال البوصيري في ((زوائد ابن ماجه)) (٤/ ٩٤): هذا إسناد صحيح رجاله ثقات، وقال ابن حجر في ((فتح الباري)) (١٣/ ١٩): إسناده قوي.
(٢) رواه الطبراني (٩/ ١٤١) (٨٧١٩)، وعبدالرزاق في ((المصنف)) (٣/ ٣٦٣). قال الهيثمي في ((مجمع الزوائد)) (٧/ ٣٣٢): رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير شداد بن معقل وهو ثقة، وقال ابن حجر في ((فتح الباري)) (١٣/ ١٩): إسناده صحيح لكنه موقوف.
(٣) ((مجموع فتاوى ابن تيمية)) (٣/ ١٩٨).
(٤) رواه مسلم (١٤٨).
(٥) رواه أحمد (٢/ ٢١٠) (٦٩٦٤). قال الهيثمي في ((مجمع الزوائد)) (٨/ ١٦): رواه أحمد مرفوعاً وموقوفاً ورجالهما رجال الصحيح، وصحح إسناده أحمد شاكر في تحقيقه للمسند (١١/ ١٦١).
(٦) ((النهاية في الفتن والملاحم)) (١/ ١٢٢ - ١٢٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>