للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(أ) عن علقمة بن الأسود قال: (قال رجل عند عبدالله: إني مؤمن. قال: قل: إني في الجنة، ولكنا نقول: آمنا بالله وملائكته وكتبه ورسله) (١).

(ب) وعن ابن طاووس عن أبيه (أنه كان إذا قيل له: أمؤمن أنت؟ قال: آمنت بالله وملائكته وكتبه ورسله، ولا يزيد على هذا) (٢).

(ج) وعن سفيان بن محل قال: قال لي إبراهيم: (إذا قيل لك: أمؤمن أنت فقل: آمنا بالله وملائكته وكتبه ورسله) (٣).

(د) وعن عبدالرحمن بن بكير السلمي قال: (كنت عند محمد بن سيرين وعنده أيوب فقلت له: يا أبا بكر يقول لي: أمؤمن أنت؟ أقول: مؤمن، فانتهرني أيوب، فقال محمد: وما عليك أن تقول آمنت بالله وملائكته وكتبه ورسله) (٤).

(هـ) وعن حبيب بن الشهيد قال: قال محمد بن سيرين: (إذا قيل لك: أنت مؤمن؟ فقل: آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق) (٥).

(و) (وعن أحمد بن أصرم المزني أن أبا عبدالله قيل له: إذا سألني الرجل أمؤمن أنت؟ فقال: سؤاله إياك بدعة، لا شك في إيماننا. قال المزني: وحفظي أن أبا عبدالله قال: أقول كما قال طاووس: آمنت بالله وملائكته وكتبه ورسله) (٦).

٤ - استثناؤهم بقول (لا إله إلا الله):

(أ) عن سوار بن شبيب قال (جاء رجل إلى ابن عمر فقال: إن هاهنا قوماً يشهدون علي بالكفر، قال: ألا تقول لا إله إلا الله فتكذبهم) (٧).

(ب) وعن الحسن بن عمرو عن إبراهيم النخعي قال: (إذا قيل لك: أمؤمن أنت؟ فقل: لا إله إلا الله) (٨).

فجميع هذه النقول تدل بوضوح على أن الاستثناء في الإيمان سنة ماضية عند السلف الصالح بصيغ مختلفة، مدارها على البعد عن تزكية النفس والشهادة لها بتكميل الأعمال وإتمام الإيمان.

ولا يشكل على هذا ما نقل عن بعض السلف أنه أجاب بأنه مؤمن دون استثناء مثل:

١ - ما نقل عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أنه خطبهم فقال: (أنتم المؤمنون وأنتم أهل الجنة، والله إني لأطمع أن يكون عامة من تصيبون بفارس والروم في الجنة، فإن أحدهم يعمل الخير فيقول: أحسنت بارك الله فيك أحسنت رحمك الله، والله يقول: وَيَسْتَجِيبُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَيَزِيدُهُم مِّن فَضْلِهِ [الشورى: ٢٦]) (٩).

فهذا الأثر خوطب فيه الجماعة ولم يعين به شخص، وفي آخره رجع إلى الاستثناء في دخول الجنة فقال: (إني لأطمع) (١٠).

٢ - وعن ابن أبي كثير عن رجل لم يسمه عن أبيه قال: (سمعت ابن مسعود يقول: أنا مؤمن) (١١).

وإسناد هذا الأثر ضعيف فالرجل الذي لم يسم وأبوه مجهولان.


(١) رواه أبو عبيد في ((الإيمان)) (ص: ٦٧)، وابن أبي شيبة في ((الإيمان)) (ص: ٩)، وعبدالله في ((السنة)) (١/ ٣٢٢).
(٢) رواه عبدالله في ((السنة)) (١/ ٢٣)، والآجري في ((الشريعة)) (ص: ١٤٢)، وابن بطة في ((الإبانة)) (٢/ ٨٧٨).
(٣) رواه أبو عبيد في ((الإيمان)) (ص: ٦٨)، وعبدالله في ((السنة)) (١/ ٣٢٠)، والآجري في ((الشريعة)) (ص: ١٤١)، وابن بطة في ((الإبانة)) (٢/ ٨٧٨).
(٤) رواه عبدالله في ((السنة)) (١/ ٣٢٠) وابن بطة في ((الإبانة)) (٢/ ٨٧٨).
(٥) رواه عبدالله في ((السنة)) (١/ ٣٢٠)، والآجري في ((الشريعة)) (ص: ١٤١)، وابن بطة في ((الإبانة)) (٢/ ٨٧٩).
(٦) رواه الخلال في ((السنة)) (٣/ ٦٠١).
(٧) رواه ابن أبي شيبة في ((الإيمان)) (ص: ١٠)، وفي ((المصنف)) (١١/ ٣٠).
(٨) رواه عبدالله في ((السنة)) (١/ ٣٢١)، والآجري في ((الشريعة)) (ص: ١٤١)، وابن بطة في ((الإبانة)) (٢/ ٨٧٨).
(٩) رواه الحاكم (٢/ ٤٤٤)، والبيهقي في ((الشعب)) (١/ ٢١٣)، وقال الحاكم صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
(١٠) انظر: ((شعب الإيمان)) للبيهقي (١/ ٢١٤).
(١١) رواه ابن أبي شيبة في ((المصنف)) ((١١/ ٢٩)، وفي كتاب ((الإيمان)) (ص: ١٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>