للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي رواية: ((قد سألتِ الله لآجالٍ مضروبةٍ وأيام معدودةٍ وأرزاقٍ مقسومةٍ لَنْ يعجل شيئاً قبل حله أو يؤخر شيئاً عن حله، ولو كُنتِ سألتِ الله تعالى: أن يعيذكِ من عذابٍ في النار أو عذابٍ في القبر كانَ خيراً وأفضل)) (١) وفي أخرى ((وآثارٍ مبلوغةٍ)) (٢). وعن ابن عباس رضي الله عنهما في قول الله تعالى: وَمَا يُعَمَّرُ مِن مُّعَمَّرٍ وَلا يُنقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلاَّ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ [فاطر:١١] يقول: ((ليس أحد قضيت له بطول العمر والحياة إلا وهو بالغ ما قدرت له من العمر، وقد قضيت ذلك له فإنما ينتهي إلى الكتاب الذي كتبت له، فذلك قوله تعالى: وَلا يُنقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلاَّ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ [فاطر:١١] يقول كل ذلك في كتاب عنده)) (٣). وهكذا قال الضحاك بن مزاحم. وأما حديث أنس في (الصحيحين) وغيرهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((مَنْ سَرَّهُ أن يبسط له في رزقه ويُنسأ له في أثره فليصل رحمه)) (٤) فإنه يفسر بحديث أبي الدرداء رضي الله عنه عند ابن أبي حاتم رحمه الله تعالى: قال: ذكرنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم الزيادة في العمر فقال: ((إنَّ الله تعالى: لا يؤخِّر نفساً إذا جاء أجلها، وإنّما زيادة العمر بالذرية الصالحة يرزقها العبد فيدعون له من بعده فيلحقه دعاؤهم في قبره فذلك زيادةُ العمر)) (٥) معارج القبول بشرح سلم الوصول إلى علم الأصول لحافظ بن أحمد الحكمي – ٢/ ٨٦١


(١) رواه مسلم (٢٦٦٣) (٣٢).
(٢) رواه مسلم (٢٦٦٣) (٣٣م).
(٣) رواه الطبري في ((تفسيره)) (٢٠/ ٤٤٧)، وابن أبي حاتم في ((تفسيره)) (١٠/ ٣١٧٥).
(٤) رواه البخاري (٢٠٦٧)، ومسلم (٢٥٥٧).
(٥) رواه ابن أبي حاتم في ((تفسيره)) (١٠/ ٣١٧٤)، والطبراني في ((الأوسط)) (٣/ ٣٤٣)، وابن عدي في ((الكامل في الضعفاء)) (٤/ ٢٨٥). وقال: سليمان بن عطاء في بعض أحاديثه بعض الإنكار. وقال الهيثمي في ((مجمع الزوائد)) (٧/ ١٩٦ - ١٩٧): رواه الطبراني في ((الأوسط)) فيه سليمان بن عطاء وهو ضعيف. وقال الشوكاني في ((فتح القدير)) (٢/ ٢٩٧): وهذا الحديث ينبغي أن يكشف عن إسناده ففيه نكارة وقد جاءت الأحاديث الصحيحة في (الصحيحين) وغيرهما بخلافه. وقال الألباني في ((السلسلة الضعيفة)) (١٥٤٣): منكر.

<<  <  ج: ص:  >  >>