للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أكثر الفتن التي ظهرت في المسلمين كان منبعها من المشرق من حيث يطلع قرن الشيطان. وهذا مطابق لما أخبر به نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم, فقد جاء في الحديث عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مستقبل المشرق يقول: ((ألا أن الفتنة هاهنا, ألا أن الفتنة هاهنا, من حيث يطلع قرن الشيطان)) رواه الشيخان (١) وفي رواية لمسلم أنه قال: ((رأس الكفر من هاهنا, من حيث يطلع قرن الشيطان)) (٢)

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: دعا النبي صلى الله عليه وسلم: ((اللهم بارك لنا في صاعنا ومدنا, وبارك لنا في شامنا ويمننا, فقال رجل من القوم: يا نبي الله, وفي عراقنا، قال: أن بها قرن الشيطان, وتهيج الفتن, وأن الجفاء بالمشرق)) (٣).

قال ابن حجر: (وأول الفتن كان منبعها من قبل المشرق، فكان ذلك سبباً للفرقة بين المسلمين، وذلك مما يحبه الشيطان ويفرح به، وكذلك البدع نشأت من تلك الجهة) (٤).

فمن العراق ظهر الخوارج, والشيعة الروافض, والباطنية, والقدرية, والجهمية, والمعتزلة، وأكثر مقالات الكفر كان منشؤها من المشرق من جهة الفرس المجوس كالزردشتية, والمانوية, والمزدكية, والهندوسية, والبوذية، وأخيراً وليس آخراً القاديانية, والبهائية إلى غير ذلك من المذاهب الهدامة.

وأيضاً فإن ظهور التتار في القرن السابع الهجري كان من المشرق, وقد حدث على أيديهم من الدمار والقتل والشر العظيم ما هو مدون في كتب التاريخ، وإلى اليوم لا يزال المشرق منبعاً للفتن, والشرور, والبدع, والخرافات, والإلحاد, فالشيوعية الملحدة مركزها روسيا والصين الشيوعية وهما في المشرق، وسيكون ظهور الدجال, ويأجوج ومأجوج من جهة المشرق، نعوذ بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن. أشراط الساعة ليوسف الوابل- ٧٢


(١) رواه البخاري (٣٢٧٩)، ومسلم (٢٩٠٥).
(٢) رواه مسلم (٢٩٠٥).
(٣) رواه الطبراني (١٢/ ٨٤) (١٢٥٨٣)، والمنذري في ((الترغيب والترهيب)) (٢/ ٢١٤). وقال: رواته ثقات، وقال الهيثمي في ((مجمع الزوائد)) (٣/ ٣٠٨): رواه الطبراني في ((الكبير)) ورجاله ثقات، وصححه لغيره الألباني في ((صحيح الترغيب والترهيب)) (١٢٠٤).
(٤) ((فتح الباري)) (١٣/ ٤٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>