للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد قال النووي في شرحه للحديث: والكوثر هنا نهر في الجنة – كما فسره النبي صلى الله عليه وسلم، وهو في موضع آخر عبارة عن الخير الكثير (١).

وعن المختار بن فلفل قال: سمعت أنس بن مالك يقول: أغفى رسول الله صلى الله عليه وسلم إغفاءة بنحو حديث ابن مسهر – أي السابق – غير إنه قال: ((نهر وعدنيه ربي عز وجل في الجنة وعليه الحوض))، ولم يذكر آنيته عدد النجوم (٢).

وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الكوثر نهر من الجنة حافتاه من ذهب، مجراه على الياقوت والدر، تربته أطيب من المسك، وماؤه أحلى من العسل وأشد بياضا من الثلج)) (٣).

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم ما الكوثر؟ فقال: ذاك نهر أعطانيه الله)) – يعنى في الجنة – ((أشد بياضا من اللبن، وأحلى من العسل، فيه طير أعناقها كأعناق الجزر (٤). قال عمر: إن هذه لناعمة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أكلتها أنعم منها)) (٥).

وأخرج الطبري عن أنس أن القائل ((إنها لناعمة)) هو أبو بكر رضي الله عنه (٦).، وأخرج أيضا رواية أخرى أن القائل هو عمر (٧). ولا منافاة في هذا فيمكن أن يكون كل منهما قد قال هذا القول، ولامانع من حصول هذا والله أعلم. وفي رواية الإمام أحمد: ((أكلتها أنعم منها)) (٨)

وعند الطبري: ((آكلها أنعم منها)) (٩). ففي الأولى جاء الوصف لبيان لذة أكلها، وفي الثانية جاء الوصف لبيان نعومة آكلها، وفي كلتا الحالتين فالأمر لا يختلف؛ فإن أكلها ناعم ولذيذ وآكلها كذلك ناعم. وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الكوثر نهر في الجنة، حافتاه من ذهب، والماء يجري على اللؤلؤ، وماؤه أشد بياضا من اللبن، وأحلى من العسل، وأطيب ريحا من المسك، أكوابه مثل نجوم السماء، من شرب شربة لم يظمأ بعدها، أول الناس ورودا علي صعاليك المهاجرين. قيل: من هم يا رسول الله؟ قال: الشعثة رؤوسهم والنحيفة وجوهم والدنسة ثيابهم، لا تفتح لهم السدد ولا ينكحون المنعمات والذين يعطون كل الذي عليهم، ولا يأخذون كل الذي لهم)) (١٠) الحياة الآخرة لغالب عواجي- ٢/ ١٥٠١


(١) ((شرح النووي لمسلم)) (٢/ ٣٧).
(٢) رواه مسلم (٤٠٠).
(٣) رواه الترمذي (٣٣٦١)، وابن ماجه (٣٥١٤)، وأحمد (٢/ ٦٧) (٥٣٥٥). قال الترمذي: حسن صحيح، وصحح إسناده أحمد شاكر في تحقيقه للمسند (٧/ ١٩١)، وقال الألباني في ((صحيح سنن ابن ماجه)): صحيح.
(٤) الجزر: جمع جزور، وهو البعير ذكرا كان أو أنثى، إلا أن اللفظة مؤنثة)) ((جامع الأصول)) (١٠/ ٤٦٧).
(٥) رواه الترمذي (٢٥٤٢)، وأحمد (٣/ ٢٣٦) (١٣٥٠٥)، والنسائي في ((السنن الكبرى)) (٦/ ٥٢٣) (١١٧٠٣)، والحاكم (٢/ ٥٨٥). قال الترمذي: حسن غريب، وقال المناوي في ((تخريج أحاديث المصابيح)) (٥/ ٦٩): رجاله رجال مسلم، وحسنه ابن حجر في ((تخريج مشكاة المصابيح)) (٥/ ٢١٠) كما قال ذلك في المقدمة.
(٦) رواه الطبري في تفسيره (٢٤/ ٦٥٠).
(٧) رواه الطبري في تفسيره (٢٤/ ٦٥٠)
(٨) رواه الترمذي (٢٥٤٢) , وأحمد (٣/ ٢٢٠) (١٣٣٣٠). قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب. وقال الألباني في ((صحيح سنن الترمذي)): حسن صحيح.
(٩) رواه الطبري في تفسيره (٢٤/ ٦٥٠).
(١٠) روى أوله الترمذي (٣٣٦١)، وابن ماجه (٤٣٣٤)، ورواه أحمد (٢/ ١٣٢) (٦١٦٢) بلفظ: ((حوضي كما بين عدن وعمان أبرد من الثلج)) بدلاً من ((الكوثر نهر في الجنة، حافتاه من ذهب، والماء يجري على اللؤلؤ, وماؤه أشد بياضا من اللبن))، والحاكم (٣/ ٦٢٥). وقال الترمذي: قال هذا حديث حسن صحيح. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. وقال الهيثمي في ((مجمع الزوائد)) (١٠/ ٣٦٨): رواه أحمد والطبراني من رواية عمرو بن عمر الأحموشي عن المخارق بن أبي المخارق واسم أبيه عبد الله بن جابر وقد ذكرهما ابن حبان في الثقات وشيخ أحمد أبو المغيرة من رجال الصحيح، وقال الألباني في ((صحيح سنن ابن ماجه)): صحيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>