للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وذكر مسلم أيضاً من حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن أول زمرة تدخل الجنة من أمتي على صورة القمر ليلة البدر, ثم الذين يلونهم على أشد نجم في السماء إضاءة, ثم هم بعد ذلك منازل لا يتغوطون, ولا يبولون, ولا يتمخطون, ولا يبصقون, أمشاطهم الذهب, ومجامرهم الأَلُوَّة, ورشحهم المسك, أخلاقهم على خلق رجل واحد, على طول أبيهم آدم عليه السلام ستون ذراعاً في السماء)) (١) ويروى: على خلق.

وذكر أيضاً من حديث أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أول زمرة تلج الجنة صورهم على صورة القمر ليلة البدر, لا يبصقون فيها, ولا يتمخطون فيها, ولا يتغوطون فيها, آنيتهم وأمشاطهم من الذهب والفضة, ومجامرهم من الأَلُوَّة, ورشحهم المسك, ولكل واحد منهم زوجتان يرى مخ ساقها من وراء اللحم من الحسن, لا اختلاف بينهم ولا تباغض، قلوبهم قلب واحد, يسبحون الله بكرة وعشياً)) (٢).

وذكر من حديث جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يأكل أهل الجنة فيها ويشربون, ولا يتغوطون, ولا يتمخطون, ولا يبولون, ولكن طعامهم ذلك (جشاء) كرشح المسك، يلهمون التسبيح والحمد كما يلهمون النفس)) (٣).

وذكر النسائي من حديث زيد بن أرقم قال: ((جاء رجل من اليهود إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا أبا القاسم أتزعمون أن أهل الجنة يأكلون ويشربون؟ فقال: إي والذي نفسي بيده إن الرجل منهم ليعطى قوة مائة رجل في الأكل, والشرب, والجماع, والشهوة. قال الرجل: فإن الذي يأكل ويشرب تكون له الحاجة, وليس في الجنة أذى, فقال النبي صلى الله عليه وسلم: حاجة أحد منهم رشح يفيض من جلده فإذا بطنه قد ضمر)) (٤).

وذكر الترمذي من حديث أنس بن مالك قال: ((سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما الكوثر؟ قال: ذلك نهر أعطانيه الله، يعني في الجنة, أشد بياضاً من اللبن, وأحلى من العسل, فيه طير أعناقها كأعناق الجزر، قال عمر: إن هذه لناعمة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: آكلها أنعم منها)) (٥) .... وذكر الترمذي أيضاً عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من مات من أهل الجنة من صغير أو كبير يردون بني ثلاثين في الجنة لا يزيدون عليها أبداً, وكذلك أهل النار)) (٦).

كذا قال ثلاثين، والأول أحسن إسناداً.

وذكر مسلم من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من يدخل الجنة ينعم ولا ييأس, لا تبلى ثيابه, ولا يفنى شبابه)) (٧).

وذكر مسلم أيضاً من حديث أبي سعيد الخدري, وأبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ينادي مناد إن لكم أن تصحوا فلا تسقموا أبداً, وإن لكم أن تحيوا فلا تموتوا أبداً, وإن لكم أن تشبوا فلا تهرموا أبداً, وإن لكم أن تنعموا فلا تبأسوا أبداً, فذلك قوله عز وجل: وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ)) (٨). العاقبة أو الموت والحشر والنشور لعبد الحق الأشبيلي الآذى– ص: ٣١١


(١) رواه مسلم (٢٨٣٤).
(٢) رواه مسلم (٢٨٣٤).
(٣) رواه مسلم (٢٨٣٥).
(٤) رواه أحمد (٤/ ٣٧١) (١٩٣٣٣)، والنسائي في ((السنن الكبرى)) (٦/ ٤٥٤) (١١٤٧٨). قال المنذري في ((الترغيب والترهيب)) (٤/ ٣٨١): رواته محتج بهم ي الصحيح، وصحح إسناده العراقي في ((تخريج الإحياء)) (٥/ ٣٠٥).
(٥) رواه الترمذي (٢٥٤٢)، وأحمد (٣/ ٢٣٦) (١٣٥٠٥)، والنسائي في ((السنن الكبرى)) (٦/ ٥٢٣) (١١٧٠٣)، والحاكم (٢/ ٥٨٥). قال الترمذي: حسن غريب، وقال المناوي في ((تخريج أحاديث المصابيح)) (٥/ ٦٩): رجاله رجال مسلم، وحسنه ابن حجر في ((تخريج مشكاة المصابيح)) (٥/ ٢١٠) كما قال ذلك في المقدمة.
(٦) رواه الترمذي (٢٥٦٢) وقال: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث رشدين. وقال البغوي في ((شرح السنة)) (٧/ ٥٤٣): غريب. وقال المناوي في ((تخريج أحاديث المصابيح)) (٥/ ٧٤): [فيه] رشدين سيئ الحفظ.
(٧) رواه مسلم (٢٨٣٦).
(٨) رواه مسلم (٢٨٣٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>