للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي (حادي الأرواح) (١) عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى: وَكَأْسٍ مِّن مَّعِينٍ [الواقعة: ١٨] يقول: الخمر لَا فِيهَا غَوْلٌ ولا صداع، وفي قوله: وَلَا يُنزِفُونَ [الواقعة: ١٩] لا تذهب عقولهم، وفي قوله: وَكَأْسًا دِهَاقًا [النبأ: ٣٤] ممتلئة، وفي قوله: رَّحِيقٍ مَّخْتُومٍ [المطففين: ٢٥] يقول: الخمر ختم بالمسك. وقال علقمة عن ابن مسعود رضي الله عنه: (ختامه مسك: قال: خلطه وليس بخاتم يختم). قال المحقق: (قلت يريد – والله أعلم – أن آخره مسك، فيخالطه، فهو من الخاتمة ليس من الخاتم). وعن مسروق: (الرحيق: الخمر، والمختوم: يجدون عاقبتها طعم المسك). وقال عبد الله في قوله تعالى: وَمِزَاجُهُ مِن تَسْنِيمٍ [المطففين: ٢٧] قال: (يمزج لأصحاب اليمين ويشربها المقربون صرفاً) وكذلك قال ابن عباس: (يشرب منها المقربون صرفاً، وتمزج لمن دونهم). وقال عطاء: (التسنيم: اسم العين التي يمزج منها الخمر).

وقال في (حادي الأرواح) (٢) في قوله تعالى: عَيْنًا فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلًا [الإنسان: ١٨] (قال بعضهم إنها جملة مركبة من فعل وفاعل، وسلسبيلاً: منصوب على المفعول أي: سلسبيلاً إليها قال: وليس هذا بشيء، وإنما السلسبيل كلمة مفردة وهي اسم للعين نفسها باعتبار صفتها).

وقال قتادة في اشتقاقها: (سلسلة لهم يصرفونها حيث شاؤا)، وهو من الاشتقاق الأكبر. وقال مجاهد: (سلسلة السبيل حديدة الجرية).

وقال أبو العالية: (تسيل عليهم في الطرق، وفي منازلهم، وهذا من سلاستها، وحدة جريتها). وقال آخرون: معناها طيب الطعم والمذاق. وقال أبو إسحاق: سلسبيل: صفة لما كان في غاية السلاسة فسميت العين بذلك, وصوب ابن الأنباري أن سلسبيل صفة للماء وليس باسم العين، واحتج بأن سلسبيل مصروف، ولو كان اسماً للعين لمنع من الصرف، وأيضاً فإن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (معناه أنها تسيل في حلوقهم انسلال) البحور الزاخرة في علوم الآخرة لمحمد بن أحمد السفاريني – ٣/ ١١١٢


(١) ((حادي الأرواح)) (ص: ٢٧٠ - ٢٧١).
(٢) ((حادي الأرواح)) (ص: ٢٧٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>