للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال الله عز وجل: يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِّن نَّارٍ وَنُحَاسٌ فَلا تَنتَصِرَانِ [الرحمن:٣٥] قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس: (شُوَاظٌ مِّن نَّارٍ ويقول: لهب النار وَنُحَاسٌ يقول: دخان النار) (١)، وكذا قال سعيد بن جبير وأبو صالح وغيرهما: أن النحاس دخان النار (٢)، وقال سعيد بن جبير عن ابن عباس: شُوَاظٌ مِّن نَّارٍ قال: (دخان) (٣)، وقال أبو صالح: (الشواظ: اللهب الذي فوق النار ودون الدخان) (٤)، قال منصور عن مجاهد: (الشواظ، هو اللهب الأخضر المتقطع) وعنه قال: (الشواظ قطعة من النار فيها خضرة) (٥).

قال الحسين بن منصور: أخرج الفضيل بن عياض رأسه من خوخة, فقال منصور عن مجاهد: يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِّن نَّارٍ وَنُحَاسٌ فَلا تَنتَصِرَانِ [الرحمن:٣٥] ثم أدخل رأسه فانتحب ثم أخرج رأسه، فقال: هو اللهب المنقطع, ولم يستطع أن يجيز الحديث (٦).

وخرج النسائي والترمذي من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا يجتمع غبار في سبيل الله ودخان جهنم في جوف امرئ أبداً)) (٧) التخويف من النار والتعريف بحال دار البوار لابن رجب - ص: ١١٠ – ١١٢

أما حرها فقال تعالى: وَقَالُواْ لاَ تَنفِرُواْ فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَّوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ [التوبة: ٨١] وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((اشتكت النار إلى ربها فقالت: يا رب أكل بعضي بعضا فنفسني, فأذن لها في نفسين: نفس في الشتاء، ونفس في الصيف فأشد ما تجدون من الحر من سمومها, وأشد ما تجدون من البرد من زمهريرها)) (٨).

وفيهما عن أبي هريرة رضي الله عنه أيضاً أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ناركم هذه ما يوقد ابن آدم جزء واحد من سبعين جزءاً من نار جهنم)) قالوا: والله إن كانت لكافية قال: ((إنها فضلت عليها بتسعة وستين جزءاً كلهن مثل حرها)) (٩).

وخرجه الإمام أحمد وزاد فيه: ((وضربت بالبحر مرتين, ولولا ذلك ما جعل الله فيها منفعة لأحد)) (١٠) وتقدم.


(١) رواه الطبري في تفسيره (٢٣/ ٤٧).
(٢) ((تفسير الطبري)) (٢٣/ ٤٧).
(٣) رواه ابن أبي حاتم في تفسيره (ص: ٣٢٧٠).
(٤) ((تفسير ابن كثير)) (٧/ ٤٩٧).
(٥) ((تفسير الطبري)) (٢٣/ ٤٦)، و ((تفسير ابن كثير)) (٧/ ٤٩٧).
(٦) لم أقف عليه.
(٧) رواه الترمذي (١٦٣٣)، والنسائي (٦/ ١٢)، وأحمد (٢/ ٥٠٥) (١٠٥٦٧)، والحاكم (٤/ ٢٨٨). قال الترمذي: حسن صحيح، والحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي، وصححه ابن العربي في ((عارضة الأحوذي)) (٤/ ١١٧).
(٨) رواه البخاري (٥٣٧)، ومسلم (٦١٧).
(٩) رواه البخاري (٣٢٦٥)، ومسلم (٢٨٤٣).
(١٠) رواه أحمد (٢/ ٢٤٤) (٧٣٢٣). قال ابن كثير في ((تفسير القرآن)) (٤/ ١٢٩): إسناده صحيح، وصححه الألباني في ((صحيح الترغيب والترهيب)) (٣٦٦٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>