للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تعريف الولاء بالمعنى الاصطلاحي: الولاية هي النصرة والمحبة والإكرام والاحترام والكون مع المحبوبين ظاهراً. قال تعالى: اللهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْلِيَآؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ [البقرة:٢٥٧] (١).

فموالاة الكفار تعني التقرب إليهم وإظهار الود لهم، بالأقوال والأفعال والنوايا (٢).

تعريف البراء بالمعنى الاصطلاحي: هو البعد والخلاص والعداوة بعد الإعذار والإنذار.

شرح تعريف الولاء والبراء: قال شيخ الإسلام ابن تيمية: الولاية: ضد العداوة: البغض والبعد ... والولي: القريب يقال: هذا يلي هذا: أي يقرب منه، ومنه قوله صلى الله عليه وسلم: ((ألحقوا الفرائض بأهلها فما بقي فهو لأولى رجل ذكر)) (٣) أي: لأقرب رجل إلى الميت.

فإذا كان ولي الله هو الموافق المتابع له فيما يحبه ويرضاه، ويبغضه ويسخطه ويأمر به وينهى عنه، كان المعادي لوليه معادياً له. كما قال تعالى: لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ [الممتحنة:١]. فمن عادى أولياء الله فقد عاداه، ومن عاداه فقد حاربه ولهذا جاء في الحديث: ((ومن عادى لي ولياً فقد بارزني بالمحاربة)) (٤) (٥).

ومسمى الموالاة (لأعداء الله): يقع على شعب متفاوتة منها ما يوجب الردة وذهاب الإسلام بالكلية، ومنها ما هو دون ذلك من الكبائر والمحرمات (٦). ولما عقد الله الأخوة والمحبة والموالاة والنصرة بين المؤمنين، ونهى عن موالاة الكافرين كلهم من يهود ونصارى وملحدين ومشركين وغيرهم كان من الأصول المتفق عليها بين المسلمين: أنّ كل مؤمن موحّد تارك لجميع المكفرات الشرعية تجب محبته وموالاته ونصرته، وكل من كان بخلاف ذلك وجب التقرب إلى الله ببغضه ومعاداته، وجهاده باللسان واليد بحسب القدرة والإمكان.

وحيث إن الولاء والبراء تابعان للحب والبغض، فإن أصل الإيمان أن تحب في الله أنبياءه وأتباعهم، وتبغض في الله أعداءه وأعداء رسله (٧).


(١) ((شرح الطحاوية)) (ص٤٠٣)، و ((تيسير العزيز الحميد شرح كتاب التوحيد)) (ص٤٢٢).
(٢) كتاب ((الإيمان)) لنعيم ياسين (ص١٤٥).
(٣) رواه البخاري (٦٧٣٢)، ومسلم (١٦١٥). من حديث ابن عباس رضي الله عنه.
(٤) رواه البخاري (٦٥٠٢) بلفظ: ((إن الله قال: من عادى لى ولياً فقد آذنته بالحرب .. )). من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. ورواه الطبراني في ((الأوسط)) (١/ ١٩٢) بلفظ: (من أهان لي ولياً فقد بارزني بالمحاربة). من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه. قال الهيثمي في ((مجمع الزوائد)) (١٠/ ٢٧٠): رواه الطبراني في ((الأوسط)) وفيه: عمر بن سعيد أبو حفص الدمشقي وهو ضعيف. وقال الألباني في ((السلسلة الضعيفة)) (١٧٧٥): ضعيف جداً. وقال في ((السلسلة الصحيحة)) (٢/ ٣٨٤): إسناده ضعيف، مسلسل بالعلل.
(٥) ((الفرقان)) لابن تيمية (ص٧).
(٦) انظر: ((الرسائل المفيدة)) للشيخ عبداللطيف بن عبدالرحمن بن حسن آل الشيخ (ص٤٣).
(٧) انظر: ((الفتاوى السعدية)) للشيخ عبدالرحمن بن سعدي (١/ ٩٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>