للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(٩) روى البزار والطبراني كما في ((مجمع الزوائد)) عن ابن عمر رضي الله عنه قال: (كنا نقول على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر وعمر وعثمان يعني في الخلافة) (١) وهذا أيضا: من الآثار التي إشارتها واضحة إلى حقية خلافة الفاروق رضي الله عنه.

(١٠) وروى مسلم في (صحيحه) بإسناده إلى ابن أبي مليكة قال: وسمعت عائشة وسئلت: ((من كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مستخلفاً لو استخلفه قالت: أبو بكر فقيل لها: ثم من بعد أبي بكر قالت: عمر، ثم قيل لها: من بعد عمر قالت: أبو عبيدة بن الجراح ثم انتهت إلى هذا)) (٢) يعني وقفت على أبي عبيدة وهذا الحديث من أدلة أهل السنة والجماعة على تقديم أبي بكر ثم عمر للخلافة مع إجماع الصحابة (٣).

(١١) وروى الشيخان في (صحيحيهما) عن ابن أبي مليكة قال: سمعت ابن عباس يقول: ((وضع عمر بن الخطاب على سريره فتكنفه الناس يدعون ويثنون ويصلون عليه قبل أن يرفع وأنا فيهم قال: فلم يرعني إلا برجل قد أخذ بمنكبي من ورائي فالتفت إليه فإذا هو علي فترحم على عمر وقال: ما خلفت أحداً أحب إلي أن ألقى الله بمثل عمله منك وأيم الله إن كنت لأظن أن يجعلك الله مع صاحبيك وذاك أني كنت أكثر أسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: جئت أنا وأبو بكر وعمر ودخلت أنا وأبو بكر وعمر وخرجت أنا وأبو بكر وعمر فإن كنت لأرجو أو لأظن أن يجعلك الله معهما)) (٤).

(١٢) ومما دل على حقية خلافته رضي الله عنه اجتماع الصحابة على أنهم لا يقدمون إلا أفضلهم وأخيرهم مع قول أبي بكر وعلي رضي الله عنهما فيه.

فأما قول أبي بكر رضي الله عنه فيه فهو قوله: (اللهم أمرت عليهم خير أهلك) (٥) وأما قول علي رضي الله عنه فيه فهو ما رواه البخاري عن محمد بن الحنفية وهو ابن علي بن أبي طالب قال: (قلت لأبي: أي الناس خير بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال أبو بكر قلت: ثم من؟ قال: ثم عمر وخشيت أن يقول: عثمان قلت: ثم أنت؟ قال: ما أنا إلا رجل من المسلمين) (٦). فهذه الأحاديث التي أوردناها في هذا المبحث كلها فيها الدلالة الواضحة على حقية خلافة عمر رضي الله عنه وأرضاه.

قال السفاريني رحمه الله تعالى: (اعلم أن خلافة سيدنا عمر بن الخطاب أمير المؤمنين رضي الله عنه مرتبة ولازمة لحقية خلافة الصديق الأعظم أبي بكر رضي الله عنه وقد قام الإجماع وإشارات الكتاب والسنة على حقية خلافته فما ثبت للأصل الذي هو الصديق من حقية الخلافة يثبت لفرعه الذي هو عمر بن الخطاب فيها فلا مطمع لأحد من فروق الضلال في الطعن والنزاع في حقية الخلافة وقد علم أهل العلم علماً باتاً ضرورياً أن الصحابة الكرام أجمعوا على تولية الصديق الخلافة ومن شذ لا يقدح في ذلك من غير مرية) (٧). عقيدة أهل السنة والجماعة في الصحابة الكرام رضي الله عنهم – لناصر بن علي عائض –٢/ ٦٣٣


(١) رواه البزار في ((المسند)) (٢/ ٢٦٠) (٦٠٨٣)، والطبراني (١٢/ ٣٠٢) (١٣٢١٥). قال ابن كثير في ((البداية والنهاية)) (٧/ ٢١٦): إسناده صحيح على شرط الشيخين، وقال الهيثمي في ((مجمع الزوائد)) (٥/ ٣٢٣): رواه البزار والطبراني، ورجال البزار رجال الصحيح. وقال الألباني في ((تخريج كتاب السنة)) (١١٤٠): إسناده صحيح على شرط مسلم.
(٢) رواه مسلم (٢٣٨٥).
(٣) انظر: ((شرح النووي على مسلم)) (١٥/ ١٥٤).
(٤) رواه البخاري (٣٦٨٥)، ومسلم (٢٣٨٩).
(٥) رواه ابن أبي شيبة (١٢/ ٣٥)، وهناد في ((الزهد)) (١/ ٢٨٤) (٤٩٦)، وأبي نعيم في ((الإمامة والرد على الرافضة)) (ص: ٢٧٦). من حديث زبيد اليامي. ورواه عبدالرزاق (٥/ ٤٤٩) (٩٧٦٤). من حديث أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها. قال ابن حجر في ((المطالب العالية)) (٤/ ٢٢٩): رجاله ثقات.
(٦) رواه البخاري (٣٦٧١).
(٧) ((لوامع الأنوار البهية)) (٢/ ٣٢٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>