للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن الرابع: قوله تعالى: كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ ... [آل عمران: ١١٠] وقد تقدم قول عمر –رضي الله عنه (من سره أن يكون من هذه الأمة فليؤد شرط الله في هذه الآية) (١).

ومن الخامس: قوله تعالى: لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ [المائدة: ٧٨ - ٧٩].

ومن السادس: قوله تعالى: فَلَوْلاَ كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِن قَبْلِكُمْ أُوْلُواْ بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الأَرْضِ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّنْ أَنجَيْنَا مِنْهُمْ ... [هود: ١١٦].

ومن السابع: حديث أبي بكر -رضي الله عنه- في تقويم مفهوم أخطأ فيه البعض: ((إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم الله بعقاب)) (٢)، وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((ما من قوم يعمل فيهم بالمعاصي ثم يقدرون أن يغيروا ولا يغيرون إلا يوشك أن يعمهم الله بعقاب)) (٣) (٤).

ومن الثامن: قوله تعالى: وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ ... [الحج: ٤٠ - ٤١].

ومن التاسع: قوله تعالى: لَوْلاَ يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ عَن قَوْلِهِمُ الإِثْمَ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ [المائدة: ٦٣] قال ابن جرير –رحمه الله-: (وكان العلماء يقولون: ما في القرآن آية أشد توبيخاً للعلماء من هذه الآية ولا أخوف عليهم منها). ا. هـ.

وأخرج في تفسيره بإسناد صحيح عن الضحاك أنه قال في هذه الآية: (ما في القرآن آية أخوف عندي منها: أنا لا ننهى) (٥).

ومن العاشر: قوله تعالى: وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مَا أُتْرِفُواْ فِيهِ وَكَانُواْ مُجْرِمِينَ [هود: ١١٦].

ومن الأقوال للمفسرين في هذه الآية قول بعضهم: (أراد بالذين ظلموا تاركي النهي عن المنكرات، أي لم يهتموا بما هو ركن عظيم من أركان الدين، وهو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، واتبعوا طلب الشهوات واللذات، واشتغلوا بتحصيل الرياسات) (٦) ا. هـ.

ومن الحادي عشر: حديث ابن مسعود مرفوعاً: ((ما من نبي يبعثه الله في أمة قبلي إلا كان له من أمته حواريون وأصحاب يأخذون بسنته ويقتدون بأمره، ثم إنها تخلف من بعدهم خلوف، يقولون ما لا يفعلون، ويفعلون ما لا يؤمرون، فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن، ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن، ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن، وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل)) (٧).

ومنه حديث أبي سعيد المتقدم وفيه: ((وذلك أضعف الإيمان)) (٨).

ومن الثاني عشر: قوله تعالى: وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا ... [فصلت: ٣٣].

ومن الثالث عشر: قوله –صلى الله عليه وسلم- في الحديث الذي رواه أبو سعيد الخدري رضي الله عنه ((إياكم والجلوس في الطرقات. فقالوا: ما لنا بد، إنما هي مجالسنا نتحدث فيها. قال: فإذا أبيتم إلا المجالس فأعطوا الطريق حقها. قالوا: وما حق الطريق؟ قال: غض البصر وكف الأذى ورد السلام وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر ... )) (٩) فقد اعتبره من جملة الأمور التي بها يباح الجلوس في الطرقات .. وإلا فيحرم، وهذا يدل على أنه حق واجب له؛ ثم إنه عده في جملة أمور واجبة، وهي غض البصر، وكف الأذى، ورد السلام، وهذه كلها من الواجبات كما هو معلوم. الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لخالد بن عثمان السبت – ص ٩٠


(١) رواه الطبري في تفسيره (٧/ ١٠٢) (٧٦١٢).
(٢) رواه أبو داود (٤٣٣٨)، والترمذي (٢١٦٨)، وأحمد (١/ ٧) (٢٩، ٣٠)، وابن حبان (١/ ٥٣٩) (٣٠٤). قال الترمذي، والطحاوي في ((شرح مشكل الآثار)) (٣/ ٢٠٨): صحيح، وصحح إسناده النووي في ((الأذكار)) (٤١٢)، وابن مفلح في ((الآداب الشرعية)) (١/ ١٩٣)، وأحمد شاكر في تحقيقه للمسند (١/ ٣٦)، وقال الألباني في ((صحيح سنن الترمذي)): صحيح.
(٣) رواه أبو داود (٤٣٣٨). قال الألباني في ((صحيح الترغيب)) (٢٣١٧): صحيح، وقال الوادعي في ((الصحيح المسند)) (٧١٣): صحيح على شرط الشيخين.
(٤) انظر بعض ما ورد في التحذير من تركه من كتاب: ((تنبيه الغافلين)) لابن النحاس (ص: ٧٢ - ٧٩).
(٥) ((تفسير الطبري)) تحقيق أحمد شاكر (١٠/ ٤٤٩).
(٦) انظر: ((تفسير الرازي)) (١٨/ ٧٥)، ((وفتح القدير)) (٢/ ٥٣٤)، ((وتفسير القاسمي)) (٩/ ١٨٠).
(٧) رواه مسلم (٥٠).
(٨) رواه مسلم (٤٩).
(٩) رواه البخاري (٢٤٦٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>