للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وسعد بن أبي وقاص كان مستجاب الدعوة ما دعا قط إلا استجيب له (١) وهو الذي هزم جنود كسرى وفتح العراق. وعمر بن الخطاب لما أرسل جيشا أمر عليهم رجلا يسمى سارية فبينما عمر يخطب فجعل يصيح على المنبر (يا سارية الجبل يا سارية الجبل فقدم رسول الجيش فسأل فقال يا أمير المؤمنين لقينا عدوا فهزمونا فإذا بصائح: يا سارية الجبل يا سارية الجبل فأسندنا ظهورنا بالجبل فهزمهم الله) (٢). ولما عذبت الزبيرة على الإسلام في الله فأبت إلا الإسلام وذهب بصرها؛ قال المشركون: أصاب بصرها اللات والعزى. قالت: كلا والله فرد الله عليها بصرها. ودعا سعيد بن زيد على أروى بنت الحكم فأعمي بصرها لما كذبت عليه فقال: (اللهم إن كانت كاذبة فأعم بصرها واقتلها في أرضها فعميت ووقعت في حفرة من أرضها فماتت) (٣). والعلاء بن الحضرمي كان عامل رسول الله صلى الله عليه وسلم على البحرين وكان يقول في دعائه: يا عليم يا حليم يا علي يا عظيم فيستجاب له ودعا الله بأن يسقوا ويتوضئوا لما عدموا الماء والإسقاء لما بعدهم فأجيب ودعا الله لما اعترضهم البحر ولم يقدروا على المرور بخيولهم فمروا كلهم على الماء ما ابتلت سروج خيولهم؛ ودعا الله أن لا يروا جسده إذا مات فلم يجدوه في اللحد (٤). وجرى مثل ذلك لأبي مسلم الخولاني الذي ألقي في النار (فإنه مشى هو ومن معه من العسكر على دجلة وهي ترمى بالخشب من مدها ثم التفت إلى أصحابه فقال: تفقدون من متاعكم شيئا حتى أدعو الله عز وجل فيه فقال بعضهم: فقدت مخلاة فقال اتبعني فتبعه فوجدها قد تعلقت بشيء فأخذها) (٥). (وطلبه الأسود العنسي لما ادعى النبوة فقال له: أتشهد أني رسول الله. قال ما أسمع قال أتشهد أن محمداً رسول الله؟ قال نعم فأمر بنار فألقي فيها فوجدوه قائما يصلي فيها وقد صارت عليه بردا وسلاما؛ وقدم المدينة بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم فأجلسه عمر بينه وبين أبي بكر الصديق رضي الله عنهما وقال الحمد لله الذي لم يمتني حتى أرى من أمة محمد صلى الله عليه وسلم من فعل به كما فعل بإبراهيم خليل الله) (٦). ووضعت له جارية السم في طعامه فلم يضره. وخببت امرأة عليه زوجته فدعا عليها فعميت وجاءت وتابت فدعا لها فرد الله عليها بصرها. وكان عامر بن عبد قيس يأخذ عطاءه ألفي درهم في كمه وما يلقاه سائل في طريقه إلا أعطاه بغير عدد ثم يجيء إلى بيته فلا يتغير عددها ولا وزنها.


(١) [١٤١٩٦])) حديث استجابة رب العالمين لسعد رواه الترمذي (٣٧٥١)، وابن حبان (١٥/ ٤٥٠) (٦٩٩٠)، والحاكم (٣/ ٥٧٠). بلفظ: ((اللهم استجب لسعد إذا دعاك)). قال الحاكم: صحيح الإسناد. وصححه الألباني في ((صحيح سنن الترمذي)).
(٢) [١٤١٩٧])) رواه اللالكائى في ((شرح اعتقاد أهل السنة)) (٧/ ١٣٣٠)، والبيهقي في ((دلائل النبوة)) (٦/ ٣٧٠)، وابن عساكر في ((تاريخ دمشق)) (٢٠/ ٢٤). قال ابن كثير في ((البداية والنهاية)) (٧/ ١٣٥): إسناده جيد حسن، وقال ابن حجر في ((الإصابة)) (٢/ ٣): إسناده حسن.
(٣) [١٤١٩٨])) رواه أبو يعلى (٢/ ٢٥٥) (٩٦٢)، وأبو نعيم في ((حلية الأولياء)) (١/ ٩٧).
(٤) [١٤١٩٩])) رواه الطبراني (١٨/ ٩٥) (١٤٨٧٧). من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. قال الهيثمي في ((مجمع الزوائد)) (٩/ ٣٧٩): رواه الطبراني في الثلاثة وفيه إبراهيم بن معمر الهروي ولد إسماعيل ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات.
(٥) [١٤٢٠٠])) رواه أبو نعيم في ((حلية الأولياء)) (٥/ ١٢١).
(٦) [١٤٢٠١])) رواه أبو نعيم في ((حلية الأولياء)) (٢/ ١٢٨)، واللالكائي في ((كرامات الأولياء)) (ص: ١٨٢)، وابن عساكر في ((تاريخ دمشق)) (٢٧/ ٢٠٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>