للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وذكر احتجاج الشيعة، والخوارج ثم قال: إلى غير ذلك من الأحاديث التي يستدل بها أهل الفرق، ومشهور معلوم استدلال أهل السنة بالأحاديث، ورجوعهم إليها، فهذا إجماع منهم على القول بأخبار الآحاد, وكذلك أجمع أهل الإسلام متقدموهم ومتأخروهم على رواية الأحاديث في صفات الله، ومسائل القدر، والرؤية وأصول الإيمان, والشفاعة، والحوض, وإخراج الموحدين المذنبين من النار، وفي صفة الجنة, وفي الترغيب, والترهيب، والوعد, والوعيد) (١).

وقد ترتب على عدم احتجاج هؤلاء المبتدعة بخبر الآحاد أن أنكروا جملة من عقائد الإسلام التي آمن بها الصحابة والتابعون، وجمهور الأمة من بعدهم، حيث يقول الشيخ الألباني: (أنكروا جملة من العقائد؛ منها:

١ - نبوة آدم – عليه السلام، وغيره من الأنبياء الذين لم يذكروا في القرآن.

٢ - أفضلية نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، على غيره من الأنبياء.

٣ - شفاعته صلى الله عليه وسلم العظمى في المحشر.

٤ - شفاعته لأهل الكبائر من أمته.

٥ - معجزاته صلى الله عليه وسلم كلها ما عدا القرآن، ومنها معجزة انشقاق القمر فإنها مع ذكرها في القرآن تأولها بما ينافي الأحاديث الصحيحة المصرحة بانشقاق القمر معجزة لرسول الله صلى الله عليه وسلم.

٦ - صفاته البدنية, وبعض شمائله الخلقية.

٧ - الأحاديث التي تتحدث عن بدء الخلق, وصفة الملائكة, والجن, والجنة, والنار, وأنهما مخلوقتان, وأن الحجر الأسود من الجنة.

٨ - خصوصياته مثل دخول الجنة، ورؤية أهلها، وما أعد للمتقين, وإسلام قرينه من الجن، وغير ذلك.

٩ - القطع بأن العشرة المبشرين بالجنة من أهل الجنة.

١٠ - الإيمان بعذاب القبر.

١١ - الإيمان بسؤال منكر ونكير في القبر.

١٢ - الإيمان بضغطة القبر.

١٣ - الإيمان بالميزان ذي الكفتين يوم القيامة.

١٤ - الإيمان بالصراط.

١٥ - الإيمان بالحوض.

١٦ - دخول سبعين ألفاً من أمته الجنة بغير حساب.

١٧ - الإيمان بكل ما صح في الحديث عن صفة القيامة، والحشر, والنشر.

١٨ - الإيمان بالقضاء والقدر خيره وشره.

١٩ - الإيمان بالقلم الذي كتب كل شيء.

٢٠ - الإيمان بالعرش والكرسي حقيقة لا مجازاً.

٢١ - الإيمان بأن القرآن كتاب الله حقيقة لا مجازاً.

٢٢ - الإيمان بأن أهل الكبائر لا يخلدون في النار (٢) وغيرها. حتى عدد ٣٠ معتقداً يفضي عدم الأخذ بأحاديث الآحاد إلى إنكارها وعدم الاعتقاد بها.

وهكذا تبدو خطورة هذا الانحراف الذي قالت به فرق الابتداع التي ردت عقائد الإسلام, التي آمن بها الصحابة الكرام الذين تلقوها عن الصادق المصدوق، وكانت لهم بشرى من الله نالوا بها الرضوان والثواب العظيم، وكانت وما زالت الأمة على هذه المعتقدات لم تهزها في نفوسهم زوابع أهل الفتنة على مر الأزمان والحمد لله رب العالمين. العقيدة الإسلامية وجهود علماء السلف في تقريرها لعطاء الله بخيت المعايطة - ص: ١٩١ - ٢١٤


(١) ابن القيم ((مختصر الصواعق)) (٢/ ٥٠٥).
(٢) الألباني: ((وجوب الأخذ بخبر الآحاد)) (ص: ٣٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>