للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

التاسعة: الجود بالخلق والبشر والبسطة، وهو فوق الجود بالصبر، والاحتمال والعفو، وهو الذي بلغ بصاحبه درجة الصائم القائم، وهو أثقل ما يوضع في الميزان. قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك ووجهك منبسط إليه)) (١).

العاشرة: الجود بتركه ما في أيدي الناس عليهم، فلا يلتفت إليه، ولا يستشرف له بقلبه، ولا يتعرض له بحاله، ولا لسانه، وهذا الذي قال عبد الله بن المبارك: (إنه أفضل من سخاء النفس بالبذل)، فلسان حال القدر يقول للفقير الجواد: وإن لم أعطك بما تجود به على الناس، فجد عليهم بزهدك في أموالهم وما في أيديهم تفضل عليهم، وتزاحمهم في الجود، وتنفرد عنهم بالراحة، ولكل مرتبة من مراتب الجود مزيد وتأثير خاص في القلب والحال، والله سبحانه وتعالى قد ضمن المزيد للجواد، والإتلاف للإمساك، والله المستعان (٢). منهج الإمام ابن قيم الجوزية في شرح أسماء الله الحسنى لمشرف بن علي بن عبد الله الحمراني الغامدي – ص: ٤٦١


(١) رواه أبو داود (٤٠٨٤)، وأحمد (٥/ ٦٣) (٢٠٦٥١)، والنسائي في ((السنن الكبرى)) (٥/ ٤٨٦) (٩٦٩١)، والطبراني (٧/ ٦٣) (٦٣٨٤)، وابن حبان (٢/ ٢٨١) (٥٢٢)، والبيهقي في ((شعب الإيمان)) (٦/ ٢٥٢). من حديث أبي جري الجهني رضي الله عنه. والحديث سكت عنه أبو داود، وقال ابن عساكر في ((معجم الشيوخ)) (١١٤٤): حسن غريب، وقال الذهبي في ((المهذب)) (٨/ ٤٢٥٣): لبعضه طرق عن جابر وإسناده حسن. والحديث رواه مسلم (٢٦٢٦) بلفظ: ((لا تحقرن من المعروف شيئا، ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق)) من حديث أبي ذر رضي الله عنه.
(٢) ((مدارج السالكين)) (٢/ ٣٠٥ - ٣٠٨) باختصار.

<<  <  ج: ص:  >  >>