للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فلو سألك سائل فقال: أسألك بوجه الله أن تعطيني كذا وكذا، أعطه، إلا إذا سألك شيئاً محرماً، فلا تعطه، مثلاً أن يسألك يقول لك: أسألك بوجه الله أن تخبرني ماذا تصنع مع أهلك مثلا، هذا لا يجوز أن تخبره، بل وجهه وانصحه وقل: هذا تدخل فيما لا يعنيك، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه)) (١). وكذلك لو سأل محرماً ولو سألك بوجه الله لا تعطه، لو قال: أسألك بوجه الله أن تعطيني كذا وكذا ليشتري به دخاناً، فلا تعطه، لأنه سألك ليستعين به على شيء محرم، فالمهم أن من سألك بوجه الله فأعطه ما لم يكن على شيء محرم. وكذلك ما لم يكن عليك ضرر، فإن كان عليك ضرر فلا تعطه (٢)، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا ضرر ولا ضرار)) (٣).

د- الطمع في رؤية وجه الله:

عن عمار بن ياسر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( ... وأسألك لذة النظر إلى وجهك)) (٤).

وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((جنتان من فضة، آنيتهما وما فيهما، وجنتان من ذهب، آنيتهما وما فيهما، وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم إلا رداء الكبرياء على وجهه في جنة عدن)) (٥).

ومن أعظم نعيم الجنة: التمتع بالنظر إلى وجه الله الكريم، وسماع كلامه، وقرة العين بالقرب منه وبرضوانه.

وهل فوق نعيم قرة العين برؤية الله، الذي لا شيء أجل منه، ولا أكمل ولا أجمل، قرة عين البتة؟!

وهذا –والله- هو العلم الذي شمر إليه المحبون، واللواء الذي أمه العارفون، وهو روح مسمى (الجنة) وحياتها، وبه طابت الجنة، وعليه قامت. الأسماء الحسنى والصفات العلى لعبد الهادي بن حسن وهبي– ص: ٣٣٠


(١) رواه الترمذي (٢٣١٧)، وابن ماجه (٣٩٦٧). من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. قال أبو عيسى: هذا حديث غريب لا نعرفه من حديث أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا من هذا الوجه. وصححه الألباني في ((صحيح الجامع)) (٥٩١١).
(٢) انظر: ((شرح رياض الصالحين)) (٤/ ٣٦٥)، للعلامة ابن عثيمين رحمه الله.
(٣) رواه ابن ماجه (١٩٠٩)، وأحمد (٥/ ٣٢٦) (٢٢٨٣٠)، والبيهقي (٦/ ١٥٦) (١٢٢٢٤). من حديث عبادة بن الصامت. قال البوصيري في ((زوائد ابن ماجه)) (٣/ ٤٨): هذا إسناد رجاله ثقات إلا أنه منقطع. والحديث صححه الألباني في ((صحيح سنن ابن ماجه)). والحديث مشهور روي من طرق عن عبد الله بن عباس، وأبي سعيد الخدري، وأبي هريرة، وجابر بن عبد الله، وعائشة بنت أبي بكر الصديق، وثعلبة بن أبي مالك القرظي، وأبي لبابة رضي الله عنهم جميعاً.
(٤) رواه النسائي (١٣٠٥) وأشار ابن خزيمة في مقدمة كتاب التوحيد (١/ ٢٩) أنه صح وثبت بالإسناد الثابت الصحيح. وصححه الألباني في ((صحيح سنن النسائي)) (١٣٠٤).
(٥) رواه البخاري (٤٨٧٨)، ومسلم (١٨٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>