للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: (إن أصحاب الحديث المتمسكين بالكتاب والسنة ... يعرفون ربهم عز وجل بصفاته التي نطق بها وحيه وتنزيله، أو شهد له بها رسوله صلى الله عليه وسلم على ما وردت به الأخبار الصحاح، ونقلته العدول الثقات عنه، ويثبتون له (جل جلاله) منها ما أثبته لنفسه في كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم ... ولا يحرفون الكلم عن مواضعه ... تحريف المعتزلة والجهمية ... وقد أعاذ الله أهل السنة من التحريف, والتكييف, والتشبيه ... ) (١).

- ذكر ما قاله محيي السنة البغوي (رحمه الله):

وذلك عند تفسيره لقوله تعالى: ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى العَرْشِ [الأعراف: ٥٤] قال رحمه الله: (أولت المعتزلة الاستواء بالاستيلاء, فأما أهل السنة يقولون: الاستواء على العرش صفة لله تعالى بلا كيف، يجب على الرجل الإيمان به، ويكل العلم فيه إلى الله عز وجل) (٢).

ثالثا: إجماع الفقهاء وأئمة العلم:

- ذكر ما قاله محمد بن الحسن – صاحب أبي حنيفة – رحمهما الله تعالى قال: (اتفق الفقهاء كلهم من المشرق إلى المغرب على الإيمان بالقرآن والأحاديث التي جاء بها الثقات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في صفة الرب عز وجل من غير تفسير, ولا وصف, ولا تشبيه، فمن فسر شيئاً من ذلك خرج مما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وفارق الجماعة، لأنه وصفه بصفة لا شيء) (٣).

- ذكر ما قاله محمد بن إسحاق بن خزيمة رحمه الله:

قال: (فنحن وجميع علمائنا من أهل الحجاز, وتهامة, واليمن, والعراق, والشام, ومصر مذهبنا: أنا نثبت لله ما أثبته لنفسه؛ نقر بذلك بألسنتنا، ونصدق بذلك بقلوبنا من غير أن نشبه وجه خالقنا بوجه أحد من المخلوقين، وعز ربنا عن أن نشبهه بالمخلوقين، وجل ربنا عن مقالة المعطلين، وعز أن يكون عدماً كما قاله المبطلون؛ لأنه ما لا صفة له، تعالى الله عما يقول الجهميون الذين ينكرون صفات خالقنا، الذي وصف الله بها نفسه في محكم تنزيله، وعلى لسان نبيه محمد صلى الله عليه وسلم) (٤) ....

- ذكر ما قاله أبو عمر بن عبد البر رحمه الله:

قال: (روينا عن مالك بن أنس، والأوزاعي، وسفيان بن سعيد، وسفيان ابن عيينة، ومعمر بن راشد، في الأحاديث في الصفات أنهم كلهم قال: أمروها كما جاءت) (٥).

- ذكر ما قاله أبو عبد الله محمد بن الخضر الجد الأعلى لابن تيمية رحمهما الله:

قال: (أما الإتيان المنسوب إلى الله فلا يختلف قول أئمة السلف: كمكحول، والزهري، والأوزاعي، وابن المبارك، وسفيان الثوري، والليث بن سعد، ومالك بن أنس، والشافعي، وأحمد، وأتباعهم أنه يمر كما جاء، وكذلك ما شاكل ذلك مما جاء في القرآن، أو وردت به السنة؛ كأحاديث النزول ونحوها، وهي طريقة السلامة، ومنهج أهل السنة والجماعة، يؤمنون بظاهرها ويكلون علمها إلى الله تعالى, ويعتقدون أن الله منزه عن سمات الحدث، على ذلك مضت الأئمة خلفاً بعد سلف) (٦).

- ذكر ما قاله ابن قدامة رحمه الله:

قال: (ولا خلاف بين أهل النقل سنيهم وبدعيهم في أن مذهب السلف رضي الله عنهم في صفات الله سبحانه وتعالى الإقرار بها، والإمرار لها، والتسليم لقائلها، وترك التعرض لتفسيرها، بذلك جاءت الأخبار عنهم مجملة ومفصلة) (٧) ثم ذكر طرفاً من ذلك.

وقال في موضع آخر: (ومذهب السلف رحمة الله عليهم: الإيمان بصفات الله تعالى وأسمائه التي وصف بها نفسه في آياته وتنزيله، أو على لسان رسوله من غير زيادة عليها، ولا نقص منها، ولا تجاوز لها، ولا تفسير لها، ولا تأويل لها بما يخالف ظاهرها ... ) (٨).

- ذكر ما قاله ابن كثير رحمه الله:

وذلك عند تفسيره لقوله تعالى: ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى العَرْشِ [الأعراف: ٥٤].

قال رحمه الله: (فللناس في هذا المقام مقالات كثيرة جداً، ليس هذا موضع بسطها، وإنما يسلك في هذا المقام مذهب السلف الصالح: مالك، والأوزاعي، والثوري، والليث بن سعد، والشافعي، وأحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه، وغيرهم من أئمة المسلمين قديماً وحديثاً، وهو إمرارها كما جاءت من غير تكييف, ولا تشبيه, ولا تعطيل ... ) (٩). منهج الاستدلال على مسائل الاعتقاد لعثمان بن علي بن حسن– ٢/ ٥٦٧


(١) ((عقيدة السلف وأصحاب الحديث)) (ص: ٣، ٤) برقم: ٣.
(٢) ((تفسير البغوي)) (٢/ ١٩٦).
(٣) ((العلو)) الذهبي (ص: ٩٠)، و ((ذم التأويل)) (ص: ١٤) برقم: ١٣، و ((شرح السنة)) اللالكائي (٣/ ٤٣٢) برقم: ٧٤٠.
(٤) ((كتاب التوحيد وإثبات صفات الرب)) عز وجل لابن خزيمة (ص: ١٠، ١١)، راجعه: محمد خليل هراس – مكتبة الكليات الأزهرية – دار الشرق للطباعة ١٣٨٧هـ - ١٩٦٨م مصر (بدون رقم الطبعة).
(٥) ((جامع بيان العلم)) (٢/ ١١٨).
(٦) ((مجموع فتاوى ابن تيمية)) (١٦/ ٤٠٩).
(٧) ((تحريم النظر)) (ص: ١٠، ١١).
(٨) ((ذم التأويل)) (ص: ١١) برقم: ٦.
(٩) ((تفسير ابن كثير)) (٣/ ٤٢٢) (طبعة الشعب).

<<  <  ج: ص:  >  >>