للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٨ - بما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((إن أخوف ما أتخوف على أمتي، الإشراك بالله، أما إني لست أقول: يعبدون شمساً ولا قمراً ولا وثناً، ولكن أعمالاً لغير الله وشهوة خفية)) (١).

وجه الاستدلال: أن الرسول عليه الصلاة والسلام ما خاف علينا الشرك الأكبر، وإنما خاف علينا الشرك الأصغر (٢).

ويجاب عن هذه الشبهة بما يلي:

١ - إن الحديث ضعيف (٣)، والحديث الضعيف لا احتجاج به عند من يعتد به من أهل العلم.

٢ - ولو فرضنا صحته: يكون مراد النبي صلى الله عليه وسلم من الحديث بيان خفاء هذا الشرك في أمته حتى يقع فيه بعض من يدعي العلم والتحقيق أيضاً، فمثلاً: عبادة الشمس والقمر والوثن من الظواهر التي لا يخفى ضلال مرتكبه، ولكن الشرك بأعمال القلوب؛ مثلاً المحبة لغير الله، والذل والخضوع لغير الله، واعتقاد أشياء مخصوصة لله جل شأنه لغير الله تعالى، هذه كلها من ضمن الأعمال لغير الله ومما تبقى خفياً، وهذا ظاهر، والحمد لله. الشرك في القديم والحديث لأبي بكر محمد زكريا– ١/ ٦٧١


(١) رواه ابن ماجه (٤٢٠٥)، وأحمد (٤/ ١٢٣) (١٧١٦١). قال البوصيري في ((مصباح الزجاجة)) (٢/ ٣٢٣): هذا إسناد فيه مقال، عامر بن عبد الله لم أر من تكلم فيه بجرح ولا غيره، وباقي رجال الإسناد ثقات، وضعفه الألباني في ((ضعيف سنن ابن ماجه)) (٤٩٧٤).
(٢) انظر ما قاله ((محمد العلوي المالكي في مفاهيمه)) (ص: ز-ح).
(٣) انظر ما ذكره الألباني في ((ضعيف سنن ابن ماجه)) برقم: (٩٢١).

<<  <  ج: ص:  >  >>