للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٤ - الخوف الذي يحمل على ترك واجب أو فعل محرم، وهو خوف محرم (١)، كمن يخاف من إنسان حي أن يضره في ماله أو في بدنه، وهذا الخوف وهمي لا حقيقة له، وقد يكون هناك خوف فعلاً ولكنه يسير لا يجوز معه ترك الواجب أو فعل المحرم. قال الله تعالى: إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءهُ فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ [آل عمران: ١٧٥]. وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((لا يمنعن أحدكم مخافة الناس أن يتكلم بالحق إذا رآه أو علمه)) (٢).

ج- الشرك في المحبة:

المحبة في أصلها تنقسم إلى ثلاثة أقسام:

١ - محبة واجبة: وهي محبة الله ومحبة رسوله صلى الله عليه وسلم، ومحبة ما يحبه الله تعالى من العبادات وغيرها (٣).

٢ - محبة طبيعية مباحة: كمحبة الوالد لولده، والإنسان لصديقه، ولماله ونحو ذلك.

ويشترط في هذه المحبة أن لا يصحبها ذل, ولا خضوع, ولا تعظيم، فإن صحبها ذلك فهي من القسم الثالث، ويشترط أيضاً أن لا تصل إلى درجة محبته لله ومحبته لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن ساوتها أو زادت عليها فهي محبة محرمة، لقوله تعالى: قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللهُ بِأَمْرِهِ وَاللهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ [التوبة: ٢٤].

٣ - محبة شركية، وهي أن يحب مخلوقاً محبة مقترنة بالخضوع والتعظيم، وهذه هي محبة العبودية، التي لا يجوز صرفها لغير الله، فمن صرفها لغيره فقد وقع في الشرك الأكبر (٤)، قال الله تعالى: وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللهِ [البقرة: ١٦٥].

د- الشرك في الرجاء: وهو أن يرجو من مخلوق ما لا يقدر عليه إلا الله، كمن يرجو من مخلوق أن يرزقه ولداً، أو يرجو منه أن يشفيه بإرادته وقدرته، فهذا من الشرك الأكبر المخرج من الملة (٥).

هـ- الشرك في الصلاة والسجود والركوع:


(١) ينظر في أنواع الخوف ((تيسير العزيز الحميد)) (ص: ٢٤)، وينظر باب إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءهُ في ((تيسير العزيز الحميد))، و ((فتح المجيد))، و ((إبطال التنديد))، و ((القول السديد))، و ((القول المفيد))، و ((الإرشاد)) للفوزان (ص: ٥٣ - ٦٠).
(٢) رواه أحمد (٣/ ٤٤) (١١٤٢١)، وأبو يعلى (٢/ ٤١٩) (١٢١٢)، وابن حبان (١/ ٥٠٩) (٢٧٥)، وأبو نعيم في ((حلية الأولياء)) (٣/ ٩٩). والحديث صحح إسناده ابن حجر على شرط مسلم في ((الأمالي المطلقة)) (١٦٣).
(٣) ينظر: ((الجواب الكافي)) (ص: ٢٧٤).
(٤) ((قاعدة في المحبة)) (ص: ٦٧ - ١٠٧) ((الجواب الكافي)) (ص: ١٩٥ و٢٦٣ - ٢٧٥)، ((طريق الهجرتين)) (ص: ٣٨٣)، ((جلاء الأفهام فصل تسمية النبي صلى الله عليه وسلم بمحمد)) (ص: ٩٣)، والباب الخامس (ص: ٢٤٩)، ((تفسير ابن كثير)) (تفسير الآية ١٦٥ من سورة البقرة)، ((تجريد التوحيد)) (ص: ٨٠، ٨١)، ((تيسير العزيز الحميد)) باب (ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداً)، ((الدرر السنية)) (٢/ ٢٩١)، ((الإرشاد)) للفوزان (ص: ٦٠، ٦١). وينظر ((الدين الخالص)) (١/ ٦٩، ٢١٩).
(٥) ((تيسير العزيز الحميد)) (ص: ٢٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>