للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في سنن ابن ماجة عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله وملائكته يصلون على الذين يصلون الصفوف، ومن سدّ فرجة رفعه الله بها درجة)) (١).

هـ- الذين يتسحرون:

في صحيح ابن حبان ومعجم الطبراني الأوسط بإسناد حسن، عن ابن عمر رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله تعالى وملائكته يصلون على المتسحرين)) (٢).

والذين يصلون على النبي صلى الله عليه وسلم:

روى أحمد في مسنده، والضياء في المختارة عن عامر بن ربيعة بإسناد حسن: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ما من عبد يصلي عليّ إلا صلتْ عليه الملائكة، ما دام يصلي عليّ، فليقلّ العبد من ذلك أو ليكثر)) (٣).

ز- الذين يعودون المرضى:

روى أبو داود عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ما من رجل يعود مريضاً ممسياً، إلا خرج معه سبعون ألف ملك يستغفرون له حتى يصبح، وكان له خريف في الجنّة، ومن أتاه مصبحاً خرج معه سبعون ألف ملك، يستغفرون له حتى يمسي، وكان له خريف في الجنة)) (٤).

هل لصلاة الملائكة علينا أثر:

يقول تعالى: هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ [الأحزاب: ٤٣].

تفيد الآية أن ذكر الله لنا في الملأ الأعلى، ودعاء الملائكة للمؤمنين واستغفارهم لهم، له تأثير في هدايتنا وتخليصنا من ظلمات الكفر, والشرك, والذنوب, والمعاصي إلى النور الذي يعني وضوح المنهج والسبيل، بالتعرف على طريق الحق الذي هو الإسلام، وتعريفنا بمراد الله منا، وإعطائنا النور الذي يدلنا على الحق: في الأفعال, والأقوال, والأشخاص.

- التأمين على دعاء المؤمنين:

الملائكة يؤمنِّون على دعاء المؤمن: وبذلك يكون الدعاء أقرب إلى الإجابة، ففي صحيح مسلم وسنن ابن ماجة عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((دعوة المرء المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابة، عند رأسه ملك، كلما دعا له بخير قال الملك الموكل به: آمين، ولك بمثل)) (٥).

ولما كان الدعاء المؤمّن عليه حريّاً بالإجابة، فإنه لا ينبغي للمؤمن أن يدعو على نفسه بشر، ففي صحيح مسلم عن أم سلمة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تدعوا على أنفسكم إلا بخير، فإن الملائكة يؤمنون على ما تقولون)) (٦).

- استغفارهم للمؤمنين:

أخبرنا الله أن الملائكة يستغفرون لمن في الأرض: تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْ فَوْقِهِنَّ وَالْمَلَائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَلَا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ [الشورى: ٥].


(١) رواه ابن ماجه (٨٢١)، وأحمد (٦/ ٨٩) (٢٤٦٣١)، والحاكم (١/ ٣٣٤)، والبيهقي (٣/ ١٠٣) (٥٤٠٤). قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم، وقال البيهقي: إسناده محفوظ، وصححه الألباني في ((صحيح سنن ابن ماجه)).
(٢) رواه ابن حبان (٨/ ٢٤٥) (٣٤٦٧)، والطبراني في ((المعجم الأوسط)) (٦/ ٢٨٧) (٦٤٣٤). قال ابن الملقن في ((شرح صحيح البخاري)) (١٣/ ١٣٥): صحيح، وقال الألباني في ((سلسلة الأحاديث الصحيحة)) (٣٤٠٩): رجاله ثقات.
(٣) رواه أحمد (٣/ ٤٤٥) (١٥٧١٨)، والضياء (٨/ ١٨٩). وقال: إسناده حسنه، وحسنه الألباني في ((صحيح الجامع)) (٥٧٤٤).
(٤) رواه أبو داود (٣٠٩٨) وقال: أسند عن علي عن النبي من غير وجه صحيح، وصححه الألباني موقوفاً في ((صحيح سنن أبي داود)).
(٥) رواه مسلم (٢٧٣٢)، وابن ماجه (٢٣٥٨).
(٦) رواه مسلم (٩٢٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>