للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال تعالى: لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ [التوبة: ١٢٨]، وعن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما- قال: ((كنا مع رسول الله صلى عليه وسلم في سفر، فنزلنا منزلاً)) ... الحديث وفيه: ((إذ نادى منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم: الصلاة جامعة، فاجتمعنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: إنه لم يكن نبي قبلي، إلا كان حقاً عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم، وينذرهم شر ما يعلمه لهم، وإن أمتكم هذه جعل عافيتها في أولها، وسيصيب آخرها بلاء، وأمور تنكرونها، وتجئ فتنة، فيرفق بعضها بعضاً، وتجئ الفتنة، فيقول المؤمن: هذه مهلكتي، ثم تنكشف، وتجئ الفتنة، فيقول المؤمن: هذه، هذه، فمن أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة، فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر، وليأت إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه)) ... الحديث (١).

لقد نصح رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه الذين عاصروه نصائح انتفعوا بها كثيراً:

- فقد بشر عثمان رضي الله عنه بالجنة على بلوى تصيبه (٢).

- وأخبر عماراً رضي الله عنه أنه تقتله الفئة الباغية (٣).

- وأمر أبا ذر رضي الله عنه بأن يعتزل الفتنة، وأن لا يقاتل ولو قتل (٤).

- وكان حذيفة رضي الله عنه يسأله عن الشر، مخافة أن يدركه، ودلَّه صلى الله عليه وسلم كيف يفعل في الفتن (٥).

- ونهى المسلمين عن أخذ شيء من جبل الذهب الذي سوف ينحسر عنه الفرات (٦).

- وبصر أمته بفتنة الدجال، وأفاض في وصفها، وبين لهم ما يعصمهم منها؛ ومن ثم قال عبد الرحمن المحاربي: (ينبغي أن يدفع هذا الحديث إلى المؤدب حتى يعلمه الصبيان في الكتاب)، وقال السفاريني - رحمه الله -: (مما ينبغي لكل عالم أن يبث أحاديث الدجال بين الأولاد، والنساء والرجال، ولا سيما في زماننا هذا الذي اشرأبت فيه الفتن، وكثرت فيه المحن، واندرست فيه معالم السنن) (٧).اهـ.


(١) رواه مسلم (١٨٤٤).
(٢) رواه البخاري (٣٦٧٤)، ومسلم (٢٤٠٣). من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه.
(٣) رواه البخاري (٤٤٧) من حديث ابن مسعود رضي الله عنه. ورواه مسلم (٢٩١٦) من حديث أم سلمة رضي الله عنها.
(٤) رواه أبو داود (٤٢٦١)، وابن ماجه (٣٩٥٨)، وأحمد (٥/ ١٤٩) (٢١٣٦٣)، وابن حبان (١٥/ ٧٨) (٦٦٨٥)، والحاكم (٢/ ١٦٩)، والبيهقي (٨/ ١٩١) (١٦٥٧٥). قال أبو داود: لم يذكر المشعث في هذا الحديث إلا حماد بن زيد، وصححه الألباني في ((صحيح سنن أبي داود))، والوادعي في ((الصحيح المسند)) (٢٧٩)، وقال شعيب الأرناؤوط في تحقيقه للمسند: إسناده صحيح على شرط مسلم.
(٥) رواه البخاري (٣٦٠٦)، ومسلم (١٨٤٧).
(٦) رواه البخاري (٧١١٩)، ومسلم (٢٨٩٤). من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
(٧) ((لوامع الأنوار البهية)) (٢/ ١٠٦ – ١٠٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>