للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعن أم سلمة رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((يحضر الناس يوم القيامة عراة حفاة، فقالت أم سلمة: فقلت: يا رسول الله، واسوأتاه ينظر بعضهم إلى بعض؟ فقال: شغل الناس، قلت: ما شغلهم؟ قال: نشر الصحائف فيها مثاقيل الذر, ومثاقيل الخردل)) (١).

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((يخرج لابن آدم يوم القيامة ثلاثة دواوين، ديوان فيه العمل الصالح، وديوان فيه ذنوبه، وديوان فيه النعم من الله عليه، فيقول عز وجل لأصغر نعمة، أحسبه قال: في ديوان النعم، خذي ثمنك من عمله الصالح، فتستوعب عمله الصالح، ثم تنحى وتقول: وعزتك ما استوفيت، وتبقى الذنوب والنعم وقد ذهب العمل الصالح، فإذا أراد الله أن يرحم عبداً قال: يا عبدي، قد ضاعفت لك حسناتك, وتجاوزت عن سيئاتك، أحسبه قال: ووهبت لك نعمي)) (٢).

وروى الإمام أحمد والحاكم عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الدواوين عند الله عز وجل ثلاثة: ديوان لا يعبأ الله به شيئاً، وديوان لا يترك الله منه شيئاً، وديوان لا يغفره الله.

فأما الديوان الذي لا يغفره الله: فالشرك بالله, قال الله عز وجل: إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ [المائدة: ٧٢]

وأما الديوان الذي لا يعبأ الله به شيئاً، فظلم العبد نفسه فيما بينه وبين ربه، من صوم يوم تركه أو صلاة تركها، فإن الله عز وجل يغفر ذلك ويتجاوز إن شاء.

وأما الديوان الذي لا يترك الله منه شيئاً: فظلم العباد بعضهم بعضاً، القصاص لا محالة)) (٣).

وعن أبي هريرة رضي الله عنه: عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((في قوله تعالى: يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ [الإسراء: ٧١] قال: يدعى أحدهم فيعطى كتابه بيمينه، ويمد له في جسمه ستون ذراعاً، ويبيض وجهه، ويجعل على رأسه تاج من لؤلؤ يتلألأ، وينطلق إلى أصحابه فيرونه من بعيد فيقولون: اللهم آتنا بهذا، وبارك لنا في هذا، حتى يأتيهم فيقول: أبشروا، لكل رجل منكم مثل هذا. قال: وأما الكافر، فيسود وجهه، ويمد له في جسمه ستون ذراعاً على صورة آدم، فيلبس تاجاً فيراه أصحابه، فيقولون: نعوذ بالله من شر هذا، اللهم لا تأتنا بهذا، قال: فيأتيهم، فيقولون: اللهم أخزه، فيقول: أبعدكم الله، فإن لكل رجل منكم مثل هذا)) (٤).


(١) رواه الطبراني في ((المعجم الأوسط)) (١/ ٢٥٤). قال الهيثمي في ((مجمع الزوائد)) (١٠/ ٣٣٥): رجاله رجال الصحيح غير محمد بن موسى بن أبي عياش وهو ثقة، وصحح إسناده السيوطي في ((البدور السافرة)) (٥٦)، والسفاريني الحنبلي في ((لوائح الأنوار السنية)) (٢/ ٢٢٣).
(٢) رواه البزار كما في ((مجمع الزوائد)) للهيثمي (١٠/ ٣٦٠)، والمنذري في ((الترغيب والترهيب)) (٤/ ٢٩٩). وقال: [لا يتطرق إليه احتمال التحسين]، وقال الهيثمي: فيه صالح المري وهو ضعيف.
(٣) رواه أحمد (٦/ ٢٤٠) (٢٦٠٧٣)، والحاكم (٤/ ٦١٩). وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. وقال الذهبي في ((التلخيص)): صدقة ضعفوه وابن بابنوس فيه جهالة. وقال أحمد شاكر في ((المسند)) (١/ ٥٢٠): إسناده صحيح. وقال الألباني في ((ضعيف الجامع)) (٣٠٢٢): ضعيف.
(٤) رواه الترمذي (٣١٣٦)، وأبو يعلى (١١/ ٣) ٦١٤٤)، وابن حبان (١٦/ ٣٤٦) (٧٣٤٩)، وأبو نعيم فى ((حلية الأولياء)) (٩/ ١٥)، والمنذري في ((الترغيب والترهيب)) (٤/ ٣١٠). قال الترمذي: حسن غريب، وقال المنذري: [إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما].

<<  <  ج: ص:  >  >>