للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال أيضاً (اعلموا رحمنا الله وإياكم أن الذي عليه علماء المسلمين: أن الإيمان واجب على جميع الخلق وهو تصديق بالقلب وإقرار باللسان وعمل بالجوارح، ثم اعلموا أنه لا تجزئ المعرفة بالقلب والتصديق إلا أن يكون معه الإيمان باللسان نطقا ولا تجزئ معرفة بالقلب ونطق اللسان حتى يكون عمل الجوارح، فإذا كملت فيه هذه الخصال الثلاث كان مؤمنا دل على ذلك القرآن والسنة وقول علماء المسلمين) (١).

٢ - وقال تلميذه ابن بطة رحمه الله (اعلموا رحمكم الله أن الله جل ثناؤه وتقدست أسماؤه فرض على القلب المعرفة به والتصديق له ولكنه وبكل ما جاءت به السنة وعلى الألسن النطق بذلك والإقرار به قولا وعلى الأبدان والجوارح العمل بكل ما أمر به وفرض من الأعمال لا تجزئ واحدة من هذه إلا بصاحبتها ولا يكون العبد مؤمنا إلا بأن يجمعها كلها حتى يكون مؤمنا بقلبه مقرا بلسانه عاملا مجتهدا بجوارحه، ثم لا يكون أيضاً مع ذلك مؤمنا حتى يكون موافقا للسنة في كل ما يقوله ويعمله متبعا للكتاب والعلم في جميع أقواله وأعماله وبكل ما شرحته لكم نزل به القرآن ومضت به السنة وأجمع عليه علماء الأمة) (٢).

٦ - ومن عبارات السلف رحمهم الله: أنه لا يقبل الإيمان إلا بعمل: قال الإمام الأوزاعي رحمه الله: (وكان من مضى من سلفنا لا يفرقون بين الإيمان والعمل، والعمل من الإيمان والإيمان من العمل، وإنما الإيمان اسم يجمع هذه الأديان اسمها ويصدقها العمل، فمن آمن بلسانه وعرف بقلبه ولم يصدق بعمله لم يقبل منه وكان في الآخرة من الخاسرين).

وقال ابن بطة رحمه الله ( ... وأن الله لا يقبل قولا إلا بعمل ولا عملا إلا بقول) (٣).

٧ - وعبروا أيضاً بنفي صحة الإيمان بلا عمل:

١ - قال الإمام الآجري رحمه الله (لا يصح الدين إلا بالتصديق بالقلب والإقرار باللسان، والعمل بالجوارح مثل الصلاة والزكاة والصيام والحج والجهاد وما أشبه ذلك) (٤). قواعد في بيان حقيقة الإيمان عند أهل السنة والجماعة لعادل الشيخاني- ص٢١٠


(١) ((الشريعة)) (٢/ ٦١١).
(٢) ((الإبانة/الإيمان)) (٢/ ٦١٠ - ٧٦١).
(٣) ((الإبانة/الإيمان)) (٢/ ٧٩٥).
(٤) ((الشريعة)) (٢/ ٥٦٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>