للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال الله تعالى: إِنَّ الذِّينَ قَالُوا رَبُّنَا الله ثُمَّ اسْتَقَاموا تَتَنْزَّلُ عَلَيْهِمُ المَلائِكَةُ أَلا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا [فصلت: ٣٠] الآيات

وقال الله تعالى: فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدا [الكهف: ١١].

وآيات القرآن في هذا الباب كثيرة وشهيرة لا تخفى بل القرآن كله في تقرير الدين من فاتحته إلى خاتمته دعوة وبشارة ونذارة وأمرا ونهيا وخبرا كله لا يخرج عن شأن الدين إما دعوة إليه أو بشارة لمن اتبعه برضاء الله والجنة أو نذارة لمن أبى عنه من خزي الدنيا وعذاب الآخرة أو أمرا بشرائعه أصولها وفروعها وآدابه وأحكام كل منها أو نهيا عن نواقضه جميعه أو نواقض شيء منها أو ما يوجب أدنى خلل فيه أو في شيء من شرائعه أو خبرا عن نصر من جاء به وصدق به وحفظه وتأييده في الدنيا أو خبرا عما أعد الله لهم في الآخرة من الفوز والنعيم والنجاة من عذاب الجحيم أو خبرا عن إهلاك من استكبر عنه في الدنيا وما أحله الله بهم من غضبه عاجلا من الخسف والمسخ والقذف وغير ذلك وما أعده لهم في الآخرة من العذاب والعقاب وما فاتهم وحرموه من الثواب وغير ذلك. وأما الأحاديث فمنها قوله صلى الله عليه وسلم: ((الإيمان بضع وسبعون شعبة: أعلاها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان)) (١). وقوله صلى الله عليه وسلم: ((بايعوني على أن لا تشركوا بالله شيئا ولا تسرقوا ولا تزنوا ولا تقتلوا أولادكم من إملاق ولا تأتوا ببهتان تقترفونه بين أيديكم وأرجلكم ولا تعصوا في معروف فمن وفى منكم فأجره على الله ومن أصاب من ذلك شيئا فعوقب في الدنيا فهو كفارة له ومن أصاب من ذلك شيئا فستره الله فهو إلى الله إن شاء عفا عنه وإن شاء عاقبه قال عبادة بن الصامت: فبايعناه على ذلك)) (٢) ...

وقوله صلى الله عليه وسلم لمعاوية بن حيدة لما قال له: ((ما الذي بعثك الله به؟ قال الإسلام قلت وما الإسلام؟ قال أن تسلم قلبك لله تعالى وأن توجه وجهك لله وأن تصلي الصلاة المكتوبة وتؤدي الزكاة المفروضة)) (٣).


(١) رواه البخاري (٩)، ومسلم (٣٥) واللفظ له. من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
(٢) رواه البخاري (١٨)، ومسلم (١٧٠٩). من حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه.
(٣) رواه النسائي (٥/ ٤)، وأحمد (٤/ ٤٤٦) (٢٠٠٢٥)، والنسائي في ((السنن الكبرى)) (٥/ ٢٦٠)، وابن حبان (١/ ٣٧٦). وقال الألباني في ((الإيمان)): حسن، وقال الوادعي في ((الصحيح المسند)) (١١٢٧): صحيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>