للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومنها ما فيه تكفير تاركها ونفي الإيمان عنه وإلحاقه بإبليس كقوله تعالى: فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا إِلاَّ مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا [مريم: ٥٩ - ٦٠] فإنه لو كان مضيع الصلاة مؤمنا لم يشترط في توبته الإيمان. وقوله: فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَنُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ [التوبة: ١١] فعلق أخوتهم للمؤمنين بفعل الصلاة فإذا لم يفعلوا لم يكونوا أخوة للمؤمنين فلا يكونون مؤمنين وقال الله تعالى: إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ [] السجدة: ١٥ [وقال الله تعالى: وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ] البقرة: ٣٤ [.]

وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا قرأ ابن آدم السجدة فسجد اعتزل الشيطان يبكي يقول: يا ويله – وفي رواية يا ويلي – أمر ابن آدم بالسجود فسجد فله الجنة وأمرت بالسجود فأبيت فلي النار)) (١).

وفيه عن جابر رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة)) (٢)، ورواه الترمذي وقال حسن صحيح (٣) وله عن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر)) (٤) ...

وروى الإمام أحمد والنسائي عن محجن بن الأدرع الأسلمي: ((أنه كان في مجلس النبي صلى الله عليه وسلم فأذن بالصلاة فقام النبي صلى الله عليه وسلم ثم رجع ومحجن في مجلسه فقال له: ما منعك أن تصلي ألست برجل مسلم قال: بلى ولكني صليت في أهلي فقال له: إذا جئت فصل مع الناس وإن كنت قد صليت)) (٥) فجعل الفارق بين المسلم والكافر الصلاة ولفظ الحديث يتضمن أنك لو كنت مسلما لصليت.

وفي المسند والأربع السنن عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما ((عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه ذكر الصلاة يوما فقال له: من حافظ عليها كانت له نورا وبرهانا ونجاة يوم القيامة ومن لم يحافظ عليها لم يكن له نور وبرهان ولا نجاة وكان يوم القيامة مع قارون وفرعون وهامان وأبي بن خلف)) (٦) .... معارج القبول بشرح سلم الوصول إلى علم الأصول لحافظ بن أحمد الحكمي – ص٧٧١

المطلب الثاني: حكم تارك الصلاة


(١) رواه مسلم (٨١).
(٢) رواه مسلم (٨٢).
(٣) سنن الترمذي (٢٦٢٠). قال الألباني في ((صحيح سنن الترمذي)): صحيح.
(٤) رواه الترمذي (٢٦٢١) وقال: حسن صحيح غريب. وقال الحاكم (١/ ٤٨): هذا حديث صحيح الإسناد لا تعرف له علة بوجه من الوجوه فقد احتجا جميعا بعبد الله بن بريدة عن أبيه واحتج مسلم بالحسين بن واقد ولم يخرجاه بهذا اللفظ ولهذا الحديث شاهد صحيح على شرطهما جميعا. وقال الألباني في ((صحيح سنن الترمذي)): صحيح.
(٥) رواه النسائي (٢/ ١١٢)، وأحمد (٤/ ٣٤) (١٦٤٤٠). قال الحاكم (١/ ٣٧١): حديث صحيح. وقال النووي في ((الخلاصة)) (٢/ ٦٦٦): صحيح. وقال الألباني في ((صحيح سنن النسائي)): صحيح.
(٦) رواه أحمد (٢/ ١٦٩) (٦٥٧٦)، والدارمي (٢/ ٣٩٠) (٢٧٢١)، والبيهقي في ((شعب الإيمان)) (٣/ ٤٦). قال الذهبي في ((تنقيح التحقيق)) (١/ ٣٠٠): إسناده جيد. وقال العراقي في ((طرح التثريب)) (٢/ ١٤٧): صحيح. وقال الهيثمي في ((مجمع الزوائد)) (١/ ٢٩٧): رجال أحمد ثقات. وقال أحمد شاكر في ((مسند أحمد)) (١٠/ ٨٣): إسناده صحيح. وقال الألباني في ((الثمر المستطاب)) (ص٥٣): سنده حسن.

<<  <  ج: ص:  >  >>