للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الثاني: أن ما فعله الخضر لم يكن مخالفاً لشريعة موسى عليه السلام، وموسى لم يكن علم الأسباب التي تبيح ذلك فلما بينها له وافقه على ذلك، فإنَّ خرق السفينة ثم ترقيعها لمصلحة أهلها خوفاً من الظالم أن يأخذها إحسان إليهم وذلك جائز، وقتل الصائل جائز وإن كان صغيراً، ومن كان تكفيره لأبويه لا يندفع إلا بقتلٍ جاز قتله، قال ابن عباس رضي الله عنهما لنجدة الحروري لما سأله عن قتل الغلمان، قال له: إن كنت علمت منهم ما علمه الخضر من ذلك الغلام فاقتلهم، وإلا فلا تقتلهم (١). وأما الإحسان إلى اليتيم بلا عوض، والصبر على الجوع، فهذا من صالح الأعمال فلم يكن في ذلك شيء مخالفاً شرع الله (٢).

الثالث: يمكن أن يقال: إن ما فعله الخضر كان عن وحي من الله تعالى وليس مجرد خيال، وهذا لا يمكن أن يكون بعد بعثة محمد صلى الله عليه وسلم لأحد من الناس، إذ بموته صلى الله عليه وسلم انقطع الوحي، ومن ادَّعى حصوله فقد كفر (٣). نواقض الإيمان الاعتقادية لمحمد بن عبدالله بن علي الوهيبي - بتصرف - ٢/ ٧٨


(١) رواه أحمد (١/ ٢٢٤) (١٩٦٧)، ومحمد بن نصر المروزي في ((السنة)) (١٥٣)، عن عطاء بن يسار قال: ((كتب نجدة الحروري إلى ابن عباس يسأله عن قتل الصبيان؟ وعن الخمس لمن هو؟ وعن الصبي متى ينقطع عنه اليتم؟ وعن النساء هل كان يخرج بهن أو يحضرن القتال؟ وعن العبد هل له في المغنم نصيب؟ قال: فكتب إليه ابن عباس: أما الصبيان؛ فإن كنت الخضر تعرف الكافر من المؤمن فاقتلهم)). قال شعيب الأرناؤوط محقق ((المسند)): صحيح.
(٢) ((مجموع الفتاوى)) (١١/ ٢٦٣، ٢٦٤) , ومثله: (١١/ ٤٢٥، ٤٢٦)، (١٢/ ٢٣٤)، (١٣/ ٢٦٦).
(٣) انظر: ((الفكر الصوفي)) (ص: ١٣٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>