للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن أنواع السحر زجر الطير والخط بالأرض، قال أبو داود: حدثنا مسدد حدثنا يحيى حدثنا عوف حدثنا حيان – قال غير مسدد: حيان بن العلاء – حدثنا قطن بن قبيصة عن أبيه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((العيافة والطيرة والطرق من الجبت)) رواه أحمد في (مسنده) (١). و ((الجبت هو السحر)) قاله عمر رضي الله عنه (٢) وكذلك قال ابن عباس وأبو العالية ومجاهد والحسن وغيرهم (٣). وعن ابن عباس وغيره أيضاً ((الجبت الشيطان)) (٤)، ولا ينافي الأول لأن السحر من عمل الشيطان، وعنه أيضاً الجبت الشرك (٥)، وعنه الجبت الأصنام (٦)، وعنه الجبت حيي بن أخطب (٧)، وعن الشعبي الجبت كاهن (٨). وعن مجاهد الجبت كعب بن الأشرف (٩)، ولا منافاة أيضاً فإن السحر من الشرك الذي يشمله عبادة غير الله، وحيي بن أخطب وكعب بن الأشرف ممن خاصم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسحر، والكاهن عامل بالسحر، وقال في القاموس: الجبت بالكسر الصنم والكاهن والساحر والسحر والذي لا خير فيه وكل ما عبد من دون الله عز وجل. ومن أنواعه العقد والنفث فيه قال الله تعالى: وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ [الفلق:٤] وقد تقدم حديث عائشة في قصة لبيد بن الأعصم، وقد ثبت في حديث نزول المعوذتين ورقية جبريل النبي صلى الله عليه وسلم بهما أنه كان كلما قرأ آية انحلت عقدة. وقال النسائي رحمه الله تعالى في كتاب تحريم الدم من (سننه): (الحكم في السحرة) أخبرنا عمرو بن علي قال حدثنا أبو داود قال حدثنا عباد بن ميسرة المنقري عن الحسن عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من عقد عقدة ثم نفث فيها فقد سحر، ومن سحر فقد أشرك، ومن تعلق شيئاً وكل إليه)) (١٠)


(١) [١٠٧٧٦])) رواه أبو داود (٣٩٠٧) وأحمد (٥/ ٦٠) (٢٠٦٢٢) , وابن حبان (١٣/ ٥٠٢) , والطبراني (١٨/ ٣٩٦) , والبيهقي في ((السنن الكبرى)) (٨/ ١٣٩) , والحديث سكت عنه أبو داود, وقال ابن تيمية في ((مجموع الفتاوى)) (٣٥/ ١٩٢) , والنووي في ((المنثورات)) (ص: ١٥٩): إسناده حسن, وقال الطحاوي في ((شرح معاني الآثار)) (٤/ ٣١٣): جاءت الآثار بذلك مجيئا متواترا, وضعفه الألباني في ((ضعيف الجامع)) (٣٩٠٠).
(٢) [١٠٧٧٧])) رواه البخاري معلقاً بصيغة الجزم بعد حديث (٤٥٨٢) , في باب: قوله وَإِن كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاء أَحَدٌ مَّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ، قال ابن حجر في ((تهذيب التهذيب)) (٢/ ٢٥٢): جاء موصولاً.
(٣) [١٠٧٧٨])) رواه ابن أبي حاتم في ((التفسير)) (٤/ ١٩٨) , وابن جرير في ((التفسير)) (٨/ ٤٦٢).
(٤) [١٠٧٧٩])) روى ابن جرير في ((التفسير)) (٨/ ٤٦٢) هذا الأثر عن قتادة, والسدي.
(٥) [١٠٧٨٠])) ذكره ابن كثير في ((التفسير)) (٢/ ٣٣٤).
(٦) [١٠٧٨١])) رواه ابن جرير في ((التفسير)) (٨/ ٤٦١) , وابن أبي حاتم في ((التفسير)) (٤/ ١٩٨).
(٧) [١٠٧٨٢])) رواه ابن جرير في ((التفسير)) (٨/ ٤٦٤) , وابن أبي حاتم في ((التفسير)) (٤/ ١٩٨).
(٨) [١٠٧٨٣])) رواه ابن أبي حاتم في ((التفسير)) (٤/ ١٩٩).
(٩) [١٠٧٨٤])) رواه ابن أبي حاتم في ((التفسير)) (٤/ ١٩٩) , وابن جرير في ((التفسير)) (٨/ ٤٦٥).
(١٠) [١٠٧٨٥])) رواه النسائي (٧/ ١١٢) , والطبراني في ((الأوسط)) (٢/ ١٢٧) , قال ابن عدي في ((الكامل في الضعفاء)) (٥/ ٥٥١): [فيه] عباد المنقري هو ممن يكتب حديثه, وقال المزي في ((تهذيب الكمال)) (٩/ ٤٢٩): [فيه] عباد بن ميسرة قال يحيى بن معين ليس به بأس وقال أبو داود ليس بالقوي, وقال الذهبي في ((ميزان الاعتدال)) (٢/ ٣٧٨): لا يصح للين عباد بن ميسرة وانقطاعه, وقال الألباني في ((ضعيف النسائي)): ضعيف لكن جملة التعليق ثبتت في الحديث ..

<<  <  ج: ص:  >  >>