للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وروى أحمد والترمذي والنسائي عن ثمامة بن حزن القشيري قال: ((شهدت الدار يوم أصيب عثمان، فاطلع عليه اطلاعة، فقال: ادعوا لي صاحبيكم اللذين ألّباكم عليّ، فدعيا له، فقال: أنشدكما الله، تعلمان أّنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة ضاق المسجد بأهله فقال: من يشتري هذه البقعة من خالص ماله فيكون كالمسلمين وله خيرٌ منها في الجنة فاشتريتها من خالص مالي فجعلتها بين المسلمين، وأنتم تمنعوني أن أصلّي فيها ركعتين. ثم قال: أنشدكم الله أتعلمون أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة لم يكن فيها غير بئر يستعذب منه إلا بئر رومة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من يشتريها من خالص ماله فيكون دلوه فيها كدلاء المسلمين وله خير منها في الجنّة فاشتريتها من خالص مالي، وأنتم تمنعوني أن أشرب منها. ثم قال: هل تعلمون أنّي صاحب جيش العسرة؟ قالوا: اللهم نعم)). وقال الترمذي حسن (١).

وله عن عبد الرحمن بن سمرة قال: ((جاء عثمان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بألف دينار في كمّه حين جهز جيش العسرة فنثرها في حجره، فقال عبد الرحمن: فرأيت النّبيّ صلى الله عليه وسلم يقلبها في حجره ويقول: ما ضرّ عثمان ما عمل بعد اليوم – مرّتين-)) حسّنه الترمذي (٢).

وروى الإمام أحمد وأصحاب (السنن) عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف في قصة توعدهم إيّاه بالقتل، قال: ((ولم يقتلونني؟ فإنّي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا يحل دم امرئٍ مسلم إلا بإحدى ثلاث: رجلٌ كفر بعد إسلامه، أو زنى بعد إحصانه، أو قتل نفساً بغير نفس. فوالله ما زنيت في جاهلية ولا إسلام قط، ولا تمنيت بدلاً بديني منذ هداني الله له، ولا قتلت نفساً. فبم يقتلونني)) (٣).

وروى الإمام أحمد وغيره عن النعمان بن بشير عن عائشة رضي الله عنها قالت: ((أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عثمان بن عفان فأقبل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما رأينا إقبال رسول الله صلى الله عليه وسلم على عثمان أقبلت إحدانا على الأخرى، فكان من آخر كلمةٍ أن ضرب على منكبه وقال: يا عثمان، إنّ الله تعالى عسى أن يلبسك قميصاً، فإن أرادك المنافقون على خلعه فلا تخلعه حتى تلقاني - ثلاثاً-)) (٤).


(١) رواه الترمذي (٣٧٠٣) , والنسائي (٦/ ٢٣٥) , وأحمد (١/ ٧٤) (٥٥٥). قال الترمذي: هذا حديث حسن وقد روي من غير وجه عن عثمان. وحسنه الألباني في ((صحيح سنن الترمذي)). وقال شعيب الأرناؤوط محقق ((مسند أحمد)): إسناده حسن.
(٢) رواه الترمذي (٣٧٠١) , والحاكم (٣/ ١١٠). قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي. وحسنه الألباني في ((صحيح سنن الترمذي)).
(٣) رواه أبو داود (٤٥٠٢) , والنسائي (٧/ ٩١) , وأحمد (١/ ٦١) (٤٣٧). والحديث سكت عنه أبو داود. وقال الذهبي في ((المهذب)) (٦/ ٣١٠٣): تابعه حماد بن سلمة وخالفهما يحيى القطان وغيره فروياه موقوفاً. وقال أحمد شاكر في ((مسند أحمد)) (١/ ٢٣١): إسناده صحيح. وصححه الألباني في ((صحيح سنن أبي داود)).
(٤) رواه أحمد (٦/ ٨٦) (٢٤٦١٠). والحديث رواه الترمذي (٣٧٠٥)، وابن ماجه (١١٢). قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب. وصححه الألباني في ((صحيح الجامع الصغير)) (٧٩٤٧). وقال الوادعي في ((الصحيح المسند)) (١٦٤٧): صحيح على شرط مسلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>