للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٥ - وعن حذيفة بن اليمان -رضي الله عنه- قال: ((كنا عند عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- فقال: أيكم يحفظ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في الفتنة؟ فقلت: أنا أحفظه كما هو. قال: هات إنك عليه –أو عليها- لجريء. قلت: فتنة الرجل أهله وماله وولده وجاره تكفرها الصلاة والصوم والصدقة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. قال: ليس هذا أريد ولكن الفتنة التي تموج كما يموج البحر. قال ليس عليكم منها بأس يا أمير المؤمنين، إن بينك وبينها باباً مغلقاً. قال: أيكسر أم يفتح؟ قال: يكسر قال: إذن لا يغلق أبداً. قلنا أكان عمر يعلم الباب؟ قال: نعم كما أن دون الغد الليلة. إني حدثته بحديث ليس بالأغاليط. فهبنا أن نسأل حذيفة، فأمرنا مسروقاً فسأله، فقال: عمر)) (١).

فهذا الحديث الشريف الصحيح دليل على أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سبب في تكفير الذنوب التي تحصل بسبب الفتنة في الأهل والمال والولد والجار. وقد قرنه صلى الله عليه وسلم بالصلاة والصوم والصدقة، وهما من أركان الإسلام، فهذا دليل على فضله وعظمته.

٦ - وعن أبي ذر جندب بن جنادة الغفاري -رضي الله عنه- أنا ناساً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم ذهب أهل الدثور بالأجور يصلون كما نصلي ويصومون كما نصوم ويتصدقون بفضول أموالهم. قال: ((أو ليس قد جعل الله لكم ما تصدقون. إن بكل تسبيحة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن المنكر صدقة، وفي بضع أحدكم صدقة. قالوا: يا رسول الله أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟ قال أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه فيها وزر؟ فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر)) (٢).

ففي هذا الحديث دليل على فضل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأنه يقوم مقام الصدقات المادية أو الحسية.

٧ - وعن درة بنت أبي لهب –رضي الله عنها- قالت قام رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر. فقال يا رسول الله أي الناس خير؟ فقال: ((خير الناس أقرؤهم وأتقاهم وآمرهم بالمعروف وأنهاهم عن المنكر وأوصلهم للرحم)) (٣).

فالرسول صلى الله عليه وسلم يبين في هذا الحديث أن من أفضل الناس من اتصف بالصفات المذكورة في هذا الحديث ومنها أن يكون آمراً بالمعروف ناهياً عن المنكر.


(١) رواه البخاري (١٤٣٥)، ومسلم (١٤٤).
(٢) رواه مسلم (١٠٠٦).
(٣) رواه أحمد (٦/ ٤٣٢) (٢٧٤٧٤)، والطبراني (٢٤/ ٢٥٧) (٢٠٦٧٨). قال العراقي في ((تخريج الإحياء)) (١/ ٥٢٥): إسناده حسن، وقال الهيثمي في ((مجمع الزوائد)) (٧/ ٢٦٦): رواه أحمد وهذا لفظه والطبراني ... ورجالهما ثقات وفي بعضهم كلام لا يضر.

<<  <  ج: ص:  >  >>