للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وذلك كما في الحديث الذي يخبر فيه الرسول صلى الله عليه وسلم بمهاجمة الشيطان له، ومجيء الشيطان بشهاب من نار ليرميه في وجه الرسول صلى الله عليه وسلم.

ب – الحلم من الشيطان:

للشيطان القدرة على أن يرى الإنسان في منامه أحلاماً تزعجه وتضايقه بهدف إحزانه وإيلامه.

فقد أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم أن الرؤى التي يراها المرء في منامه ثلاثة: رؤيا من الرحمن، ورؤيا تحزين من الشيطان، ورؤيا حديث نفس (١) وفي صحيح البخاري أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا رأى أحدكم الرؤيا يحبها، فإنما هي من الله، فليحمد الله عليها، وليحدث بها، وإذا رأى غير ذلك مما يكره، فإنما هي من الشيطان، فليستعذ بالله، ولا يذكرها لأحد، فإنها لا تضره)) (٢).

ج- إحراق المنازل بالنار:

وذلك بواسطة بعض الحيوانات التي يغريها بذلك، ففي سنن أبي داود وصحيح ابن حبان بإسناد صحيح أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا نمتم فأطفئوا سرجكم، فإن الشيطان يدل مثل هذه الفأرة على هذا السراج فيحرقكم)) (٣).

د- تخبط الشيطان للإنسان عند الموت:

وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يستعيذ من ذلك فيقول: ((اللهم إني أعوذ بك من التردي, والهدم, والغرق, والحرق، وأعوذ بك أن يتخبطني الشيطان عند الموت، وأعوذ بك أن أموت في سبيلك مدبراً، وأعوذ بك أن أموت لديغاً)) (٤).

هـ- إيذاؤه الوليد حين يولد:

يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ((كل بني آدم يمسه الشيطان يوم ولدته أمه إلا مريم وابنها)) (٥). وفي صحيح البخاري: ((كل بني آدم يطعن الشيطان في جنبيه بإصبعه حين يولد غير عيسى ابن مريم، ذهب يطعن، فطعن في الحجاب)) (٦). وفي البخاري أيضاً: ((ما من بني آدم مولود إلا يمسه الشيطان حين يولد، فيستهل صارخاً من مس الشيطان غير مريم وابنها)) (٧). والسبب في حماية مريم وابنها من الشيطان استجابة الله دعاء أم مريم حين ولدتها: وِإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ [آل عمران: ٣٦].

فلما كانت صادقة في طلبها استجاب الله لها فأجار مريم وابنها من الشيطان الرجيم، وممن أجاره الله أيضاً عمار بن ياسر، ففي صحيح البخاري أن أبا الدرداء قال: (أفيكم الذي أجاره الشيطان على لسان نبيه، قال المغيرة: الذي أجاره الشيطان على لسان نبيه يعني عماراً) (٨).

ومرض الطاعون من الجن:


(١) الحديث رواه البخاري (٧٠١٧)، ومسلم (٢٢٦٣). من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
(٢) رواه البخاري (٧٠٤٥). من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه.
(٣) رواه أبو داود (٥٢٤٧)، وابن حبان (١٢/ ٣٢٧) (٥٥١٩). من حديث ابن عباس رضي الله عنهما. والحديث سكت عنه أبو داود، وقال المناوي في ((تخريج أحاديث المصابيح)) (٣/ ٥٤٠): رجاله رجال مسلم، وحسنه ابن حجر في ((تخريج مشكاة المصابيح)) (٤/ ١٩١) كما قال ذلك في المقدمة.
(٤) رواه أبو داود (١٥٥٢)، والنسائي (٨/ ٢٨٣)، وأحمد (٣/ ٤٢٧) (١٥٥٦٢). من حديث أبي اليسر رضي الله عنه. والحديث سكت عنه أبو داود، وقال ابن حجر في ((بذل الماعون)) (ص: ١٩٩): ثابت، وصححه الألباني في ((صحيح سنن أبي داود)).
(٥) رواه البخاري (٤٥٤٨)، ومسلم (٢٣٦٦). من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
(٦) رواه البخاري (٣٢٨٦). من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
(٧) رواه البخاري (٣٤٣١). من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
(٨) رواه البخاري (٣٢٨٧). من حديث أبي الدرداء رضي الله عنه.

<<  <  ج: ص:  >  >>