للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم أن فناء أمته ((بالطعن والطاعون؛ وخز أعدائكم من الجن، وفي كل شهادة)) (١).

وفي مستدرك الحاكم: ((الطاعون وخز أعدائكم من الجن، وهو له شهادة)) (٢).

ولعل ما أصاب نبي الله أيوب كان بسبب الجن كما قال: وَإِنَّ لَهُ عِندَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ [ص: ٤١].

ز- بعض الأمراض الأخرى:

قال صلى الله عليه وسلم للمرأة المستحاضة: ((إنما هذه ركضة من ركضات الشيطان)) (٣).

ح – مشاركته لبني آدم في طعامهم وشرابهم ومساكنهم:

ومن الأذى الذي يجلبه الشيطان للإنسان أنه يعتدي على طعامه وشرابه فيشركه فيهما، ويشركه في المبيت في منزله، يكون ذلك منه إذا خالف العبد هدى الرحمن، أو غفل عن ذكره، أما إذا كان ملتزماً بالهدى الذي هدانا الله إليه، لا يغفل عن ذكر الله، فإن الشيطان لا يجد سبيلاً إلى أموالنا وبيوتنا. فالشيطان لا يستحل الطعام إلا إذا تناول منه أحد بدون أن يسمي، فإذا ذكر اسم الله عليه، فإنه يحرم على الشيطان، روى مسلم في صحيحه عن حذيفة قال: ((كنا إذا حضرنا مع النبي صلى الله عليه وسلم طعاماً لم نضع أيدينا، حتى يبدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيضع يده. وإنا حضرنا معه مرة طعاماً. فجاءت جارية كأنها تدفع, فذهبت لتضع يدها في الطعام، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدها. ثم جاء أعرابي كأنما يدفع فأخذ بيده. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الشيطان ليستحل الطعام أن لا يذكر اسم الله عليه, وإنه جاء بهذه الجارية ليستحل بها فأخذت بيدها, فجاء بهذا الأعرابي ليستحل به فأخذت بيده. والذي نفسي بيده! إن يده في يدي مع يدها)) (٤).

وقد أمرنا الرسول صلى الله عليه وسلم أن نحفظ أموالنا من الشيطان وذلك بإغلاق الأبواب، وتخمير الآنية، وذكر اسم الله، فإن ذلك حرز لها من الشيطان، يقول صلى الله عليه وسلم: ((أغلقوا الأبواب, واذكروا اسم الله، فإن الشيطان لا يفتح باباً مغلقاً، وأوكوا قربكم، واذكروا اسم الله، وخمروا آنيتكم، ولو أن تعرضوا عليها شيئاً، وأطفئوا مصابيحكم)) (٥).


(١) رواه أحمد (٤/ ٣٩٥) (١٩٥٤٦) والبزار (٨/ ١٦)، وأبو يعلى (١٣/ ١٩٤) (٧٢٢٦)، والطبراني في ((المعجم الأوسط)) (٣/ ٣٦٧) (٣٤٢٢). من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه. قال المنذري في ((الترغيب والترهيب)) (٢/ ٢٩٣)، والهيثمي في ((مجمع الزوائد)) (٢/ ٣١٤): رواه أحمد بأسانيد أحدها صحيح، وحسنه ابن حجر في ((بذل الماعون)) (٥٣).
(٢) رواه الحاكم (١/ ١١٤). وقال: صحيح على شرط مسلم.
(٣) رواه أبو داود (٢٨٧)، والترمذي (١٢٨)، وابن ماجه (٦٢٧)، وأحمد (٦/ ٤٣٩) (٢٧٥١٤)، والحاكم (١/ ٢٧٩). من حديث حمنة بنت جحش رضي الله عنها. قال البخاري في ((تنقيح تحقيق التعليق)) (١/ ٢٣٧): حسن، وقال الترمذي: حسن صحيح، وقال الحاكم: (له) شواهد، وحسنه البغوي في ((شرح السنة)) (١/ ٤٢٢).
(٤) رواه مسلم (٢٠١٧).
(٥) رواه البخاري (٥٦٢٣)، ومسلم (٢٠١٢). من حديث جابر بن عبدالله رضي الله عنه.

<<  <  ج: ص:  >  >>