للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال ابن جرير: والصواب عندنا من القول في ذلك أَنَّ التكويرَ جمع الشيء بعضه على بعض، ومنه تكوير العمامة، وجمع الثياب بعضها على بعض، فمعنى قوله تعالى: كُوِّرَتْ جمع بعضها إلى بعض ثم لفَّت فرمي بها، وإذا فعل بها ذلك ذهب ضوؤها. ولابن أبي حاتم (عن ابن عباس إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ [التكوير:١] قال: يكور الله تعالى: الشمس والقمر والنجوم يوم القيامة في البحر ويبعث الله تعالى: ريحاً دبوراً فيضرمها ناراً) (١). وكذا قال عامر الشعبي. ولابن أبي حاتم عن ابن يزيد بن أبي مريم عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في قول الله تعالى: إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ [التكوير:١] قال: ((كوِّرَتْ في جَهَنَّم)) (٢) وللبخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((الشَّمس والقمر يُكوَّران يَوْمَ القيامة)) (٣). وقوله رحمه الله تعالى: (وكواكب الأفلاك تنثر كلها إلخ) يشير إلى قول الله عز وجل وَإِذَا النُّجُومُ انكَدَرَتْ [التكوير:٢] وقوله تعالى: وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انتَثَرَتْ [الانفطار:٢]، وقوله تعالى: فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ [المرسلات:٨] أي محي نورها وذهب ضوؤها. وانكدرت: تناثرت من السماء وتساقطت على الأرض. يقال انكدَرَ الطائر إذا سقط عن عشه. قال الكلبي وعطاء: تمطر السماء يومئذ نجوماً فلا يبقى نجم إلا وقع.


(١) رواه ابن أبي حاتم في ((تفسيره)) (١٠/ ٣٤٠٢).
(٢) رواه ابن أبي حاتم ((تفسيره)) (١٠/ ٣٤٠٢).
(٣) رواه البخاري (٣٢٠٠) بلفظ: (مكوران) بدلا من (يكوران).

<<  <  ج: ص:  >  >>