للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وحديث أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((مَنْ كانت عنده مظلمةٌ لأخيه فليتحلله منها فإنَّه ليس ثمَّ دينارٌ ولا درهم، من قبل أن يؤخذ لأخيه من حسناته، فإنْ لم يكن له حسنات أُخِذَ من سيئات أخيه فطرحت عليه)) (١). وحديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يخلص المؤمنون من النار، فيُحبسون على قنطرةٍ بين الجنة والنار، فيُقصُّ لبعضهم من بعض مظالمُ كانت بينهم في الدنيا. حتى إذا هذبوا ونقوا أذن لهم في دخول الجنة، فوالذي نفسُ محمدٍ بيده لأحدهم أهدى بمنْزله في الجنة منه بمنْزله كان في الدنيا)) (٢). وللترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أتدرون من المفلس؟ قالوا: المفلسُ فينا يا رسول الله من لا درهم له ولا متاع. قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاةٍ وصيامٍ وزكاة ويأتي وقد شتم هذا وقذف هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا وضرب هذا، فيقعد فيقتص هذا من حسناته وهذا من حسناته. فإن فنيت حسناتُهُ قبل أن يقتص ما عليه من الخطايا أُخِذ من خطاياهم فطرح عليه ثم طُرح في النار)) (٣) هذا حديث حسن صحيح. وله عنه رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لتؤدنَّ الحقوق إلى أهلها حتى تقاد الشاة الجلحاء من الشاة القرناء)) قال وفي الباب عن أبي ذر وعبد الله بن أنيس حديث أبي هريرة حديث حسن صحيح (٤)، وروى الإمام أحمد عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما قال: ((بلغني حديث عن رجل سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم، فاشتريت بعيراً ثم شددت عليه رحلاً فسرتُ عليه شهراً حتى قدمت عليه الشام، فإذا عبدالله بن أنيس، فقلت للبواب: قل له جابر على الباب. فقال: ابن عبدالله؟ قلت: نعم. فخرج يطأ ثوبه فاعتنقني واعتنقته، فقلت: حديثٌ بلغني عنك أنَّك سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم في القصاص فخشيتُ أنْ تموت وأموت قبل أن أسمعه، فقال: سمعت رسول صلى الله عليه وسلم يقول: يحشر الله عز وجل الناس يوم القيامة – أو قال العباد – عراةً غرلاً بهما. قلت: وما بهماً؟ قال: ليس معهم شيء. ثم يناديهم بصوتٍ يسمعه مَنْ بعُد كما يسمعه من قرُب: أنا الملك، أنا الديّان، لا ينبغي لأحَد من أهل النار أن يدخل النار وله عند أحدٍ من أهل الجنة حقٌ حتى أقضيه منه، ولا ينبغي لأحد من أهل الجنة أن يدخل الجنة وله عند رجل من أهل النار حقٌ حتى أقضيه منه حتى اللطمة. قال: قلنا: كيف وإنَّما نأتي الله عز وجل حفاةً عراةُ غرلاً بهما؟ قال: بالحسنات والسيئات)) (٥) وقد أشار البخاري إلى هذا الحديث في مواضع من (صحيحه) تعليقاً ووصله في كتاب (خلق أفعال العباد). وروى عبدالله بن الإمام أحمد عن عثمان بن عفان رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إنَّ الجماء لتقتصُّ من القرناء يوم القيامة)) (٦).


(١) رواه البخاري (٦٥٣٤).
(٢) رواه البخاري (٦٥٣٥).
(٣) رواه الترمذي (٢٤١٨). وقال: هذا حديث حسن صحيح. وقال الألباني في ((صحيح سنن الترمذي)): صحيح. والحديث رواه مسلم (٢٥٨١).
(٤) رواه الترمذي (٢٤٢٠) وقال: هذا حديث حسن صحيح. والحديث رواه مسلم (٢٥٨٢).
(٥) رواه أحمد (٣/ ٤٩٥) (١٦٠٨٥). وقال شعيب الأرناؤوط: إسناده حسن، وحسنه الألباني في ((صحيح الأدب المفرد)) (٩٧٠). والحديث في (الصحيحين) عن عائشة وابن عباس رضي الله عنهم.
(٦) رواه أحمد (١/ ٧٢) (٥٢٠). وقال شعيب الأرناؤوط حسن لغيره .. وقال الهيثمي في ((مجمع الزوائد)) (١٠/ ٣٥٢): رواه الطبراني في ((الكبير)) والبزار وعبد الله بن أحمد وفيه الحجاج بن نصير وقد وثق على ضعفه، وبقية رجال البزار رجال (الصحيح) غير العوام بن مزاحم وهو ثقة. وقال الألباني في ((السلسلة الصحيحة)) (١٥٨٨): الحديث صحيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>