للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أما التصحيف في إسناده فقوله: سعيد بن محمد الحضرمي، والصواب: شعيب بن محمد، كما في رواية ابن عساكر، والحديث ليس بثابت على كل حال سواء كان بلفظ الزيارة أو الرؤية، وراويه فضالة بن سعيد بن زميل المازني شيخ مجهول، لا يعرف له ذكر إلا في هذا الخبر الذي تفرد به، ولم يتابع عليه) (١).

وأما الحديث الرابع وهو: ((من زار قبري وجبت له شفاعتي)) فقد أورده السيوطي (٢) , ورواه البزار (٣) , والدارقطني (٤).

وقد رمز السيوطي لضعف الحديث، وفي إسناده كذلك راو ضعيف، وهو عبد الله بن إبراهيم الغفاري؛ قال الهيثمي: (وفيه عبد الله بن إبراهيم الغفاري، وهو ضعيف) (٥).

ويقول ابن حجر عن هذا الراوي: (عبد الله بن إبراهيم بن أبي عمرو الغفاري، أبو محمد المدني: متروك، نسبه ابن حبان إلى الوضع) (٦).

وقال ابن عبد الهادي عن الحديث: (وهو حديث منكر ضعيف الإسناد واه الطريق لا يصلح للاحتجاج بمثله، ولم يصححه أحد من الحفاظ المشهورين، ولا اعتمد عليه أحد من الأئمة المحققين) (٧).

وفيه كذلك من جهة الإسناد راو تكلم فيه العلماء وضعفوه؛ وهو عبد الله بن عمر العمري؛ يقول ابن عبد الهادي: (وقد تكلم في عبد الله العمري جماعة من أئمة الجرح والتعديل، ونسبوه إلى سوء الحفظ, والمخالفة للثقات في الروايات).

ثم نقل كلام العلماء في تجريحه (٨) , وأن هذا الحديث لا يثبت به شيء، ولا يعتمد عليه محقق.

ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية عن هذا الحديث: (وأما قوله: ((من زار قبري وجبت له شفاعتي)) وأمثال هذا الحديث – مما روي في زيارة قبره صلى الله عليه وسلم – فليس منها شيئاً صحيحاً، ولم يرو أحد من أهل الكتب المعتمدة منها شيء؛ لا أصحاب الصحيح كالبخاري ومسلم، ولا أصحاب السنن كأبي داود والنسائي، ولا الأئمة من أهل المسانيد كالإمام أحمد وأمثاله، ولا اعتمد على ذلك أحد من أئمة الفقه كمالك, والشافعي, وأحمد, وإسحاق بن راهويه, وأبي حنيفة, والثوري, والأوزاعي, والليث بن سعد، وأمثالهم؛ بل عامة هذه الأحاديث مما يعلم أنها كذب موضوعة).

إلى أن يقول عن سند الحديث: (ومداره على عبد الله بن عمر العمري وهو ضعيف) (٩) إلخ.

أما الحديث الخامس وهو: ((من جاءني زائراً لا تعمله حاجة إلا زيارتي ... )) إلخ وفي رواية ذكرها الذهبي: ((لا تنزعه حاجة إلا زيارتي)) فقد أخرج هذا الحديث الطبراني (١٠) والدارقطني (١١)، وهو من الأحاديث التي أوردها السبكي في كتابه (شفاء السقام) (١٢) وانتصر لها.

وهذا الحديث غير ثابت بسند صحيح؛ قال فيه ابن عبد الهادي: (ليس فيه ذكر الزيارة للقبر، ولا ذكر الزيارة بعد الموت، مع أنه حديث ضعيف الإسناد، منكر المتن، لا يصلح الاحتجاج به، ولا يجوز الاعتماد على مثله، ولم يخرجه أحد من أصحاب الكتب الستة، ولا رواه الإمام أحمد في مسنده، ولا أحد من الأئمة المعتمد على ما أطلقوه في رواياتهم، ولا صححه إمام يعتمد على تصحيحه.


(١) ((الصارم المنكي)) (ص: ١٦٧).
(٢) ((الجامع الصغير)) (٢/ ١٧٢) , ورمز لضعفه.
(٣) رواه البزار كما في ((مجمع الزوائد)) (٤/ ٥) للهيثمي.
(٤) رواه الدارقطني (٢/ ٢٧٨).
(٥) ((مجمع الزوائد)) (٤/ ٥).
(٦) ((تقريب التهذيب)) (١/ ٤٠٠).
(٧) ((الصارم المنكي)) (ص: ١٣٠).
(٨) ((الصارم المنكي)) (١١ - ٢٨).
(٩) ((كتاب الزيارة ضمن الجامع الفريد)) (ص: ٣٨٢)، ((مجموع الفتاوى)) (٢٧/ ٢٢١).
(١٠) ((مجمع الزوائد)) (٤/ ٢).
(١١) لم أقف عليه من رواية الدارقطني.
(١٢) ((شفاء السقام)) (ص: ١٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>