للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأخرج الإمام أحمد بسند صحيح، وابن حبان في صحيحه واللفظ للإمام أحمد عن أبي أمامة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله وعدني أن يدخل من أمتي سبعين ألفاً بغير حساب)) فقال يزيد بن الأخنس: والله ما أولئك في أمتك إلا كالذباب الأصهب في الذباب. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((قد وعدني سبعين ألفاً مع كل ألف سبعون ألفاً، وزادني ثلاث حثيات)). قال: فما سعة حوضك يا رسول الله؟ قال: ((كما بين عدن إلى عُمَان، وأوسع وأوسع)) يشير بيده قال: ((فيه مثعبان)) بضم الميم والعين المهملة بينهما مثلثة وآخره موحدة هو مسيل الماء قاله الحافظ المنذري: ((من ذهب)) أي ذلك المثعبان من ذهب: ((وفضة)) قال: فما حوضك يا نبي الله؟ قال: ((أشد بياضاً من اللبن، وأحلى من العسل، وأطيب رائحة من المسك، من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبداً، ولم يسود وجهه أبداً)) (١).

وأخرج مسلم عن ثوبان رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((إني لبعقر حوضي)) أي: مؤخره وهو بضم العين إسكان القاف ((أذود الناس لأهل اليمن)) أي: أطردهم وأدفعهم ليرد أهل اليمن قاله ابن المنذر ((أضرب بعصاي حتى يرفض عليهم)) فسئل عن عرضه؟ فقال: ((من مقامي إلى عمان)). وسئل عن شرابه؟ فقال: ((أشد بياضاً من اللبن، وأحلى من العسل يغت)) أي: بغين معجمة مضمومة ثم مثناة فوق أي: يجريان ((فيه ميزابان يمدانه من الجنة، أحدهما من ذهب، والآخر من ورق)) (٢).

وروى الترمذي، وابن ماجه، والحاكم وصححه عن أبي سلام الحبشي قال: بعث إلي عمر بن عبد العزيز, فحملت على البريد فلما دخلت إليه قلت: يا أمير المؤمنين لقد شق علي مركبي البريد فقال: يا أبا سلام ما أردت أن أشق عليك, ولكن بلغني عنك حديث تحدثه عن ثوبان، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحوض فأحببت أن تشافهني به فقلت: حدثني ثوبان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((حوضي مثل ما بين عدن إلى عمان البلقاء, ماؤه أشد بياضاً من الثلج، وأحلى من العسل، وأكوابه عدد نجوم السماء، من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبداً، أول الناس وروداً عليه فقراء المهاجرين الشعث رءوساً)) أي: البعيد عهداً بدهن رأسه، وغسله، وتسريح شعره. ((الدنس ثيابا)) أي: الوسخ ثياباً وهو بضم الدال والنون جمع دنس. ((الذين لا ينكحون المنعمات، ولا تفتح لهم الأبواب السدد)). فقال عمر: قد نكحت المنعمات فاطمة بنت عبد الملك، وفتحت لي الأبواب السدد, ولا جرم لا أغسل رأسي حتى يشعث، ولا ثوبي الذي يلي جسدي حتى يتسخ (٣).


(١) رواه أحمد (٥/ ٢٥٠) (٢٢٢١٠)، وابن حبان (١٤/ ٣٦٩) (٦٤٥٧). قال المنذري في ((الترغيب والترهيب)) (٤/ ٣١١): رواته محتج بهم في الصحيح، وحسن إسناده ابن كثير في ((تفسير القرآن)) (٢/ ٨٢)، وصحح إسناده ابن حجر في ((الإصابة)) (٣/ ٦٥١).
(٢) رواه مسلم (٢٣٠١).
(٣) رواه الترمذي (٢٤٤٤)، وابن ماجه (٤٣٠٣)، وأحمد (٥/ ٢٧٥) (٢٢٤٢١)، والبزار (١٠/ ١٠٣)، والطبراني (٢/ ٩٩) (١٤٣٧)، والحاكم (٤/ ٢٠٤). قال البزار: إسناده حسن، وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي، وقال الألباني في ((صحيح سنن الترمذي)): صحيح المرفوع منه.

<<  <  ج: ص:  >  >>