للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأخرج الإمام أحمد بإسناد حسن عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((حوضي كما بين عدن وعمان, أبرد من الثلج، وأحلى من العسل، وأطيب ريحاً من المسك, أكوابه مثل نجوم السماء، من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبداً، أول الناس عليه وروداً صعاليك المهاجرين)). قال قائل: من هم يا رسول الله؟ قال: ((الشعثة رؤوسهم الشحبة)) أي: بفتح الشين المعجمة وكسر المهملة بعدها موحدة: المتغيرة ((وجوههم)) وذلك من جوع, أو هزال, أو تعب ((الدنسة ثيابهم)) أي: الوسخة ثيابهم ((لا تفتح لهم السدد)) أي: الأبواب المغلقة وذلك لإهانتهم عند الناس, وعدم اكتراثهم بهم ((ولا ينكحون المنعمات, الذين يعطون كل الذي عليهم, ولا يأخذون كل الذي لهم)) (١).

وعند الطبراني بإسناد حسن في المتابعات عن أبي أمامة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((حوضي كما بين عدن وعمان فيه أكاويب)) جمع كوب وهو كوز لا عروة له، وقيل: لا خرطوم له. فإذا كان له خرطوم فهو إبريق. ((عدد نجوم السماء، من شرب منه لم يظمأ بعده أبدا)) (٢) الحديث.

وعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ما بين ناحيتي حوضي كما بين صنعاء والمدينة)) وفي رواية: ((مثل المدينة وعمان)). وفي رواية ((فيه أباريق الذهب والفضة كعدد نجوم السماء)). زاد في رواية: ((وأكثر من عدد نجوم السماء)) رواه البخاري، ومسلم، وغيرهما (٣).

وفي صحيح البخاري من حديث همام عن قتادة عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((بينا أنا أسير في الجنة إذ أنا بنهر حافتاه قباب اللؤلؤ المجوف فقلت: ما هذا يا جبريل؟ قال: هذا الكوثر الذي أعطاك ربك. قال: فضرب الملك فإذا طينه مسك أذفر)) (٤)

وفي صحيح مسلم عنه مرفوعاً: ((الكوثر نهر في الجنة وعدنيه ربي عز وجل)) (٥).

وفي (حادي الأرواح) للإمام المحقق ابن القيم قدس الله روحه: عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((دخلت الجنة فإذا بنهر يجري، حافتاه خيام اللؤلؤ, فضربت بيدي إلى ما يجري فيه من الماء, فإذا أنا بمسك أذفر فقلت: لمن هذا يا جبريل؟ قال: هذا الكوثر الذي أعطاكه الله عز وجل)) (٦).


(١) رواه أحمد (٢/ ١٣٢) (٦١٦٢)، والطبراني كما في ((مجمع الزوائد)) (١٠/ ٣٦٨)، والمنذري (٤/ ٣١٣). وقال: إسناده حسن، وقال الهيثمي: رواه أحمد والطبراني من رواية عمرو بن عمر الأحموشي عن المخارق بن أبي المخارق واسم أبيه عبد الله بن جابر وقد ذكرهما ابن حبان في الثقات وشيخ أحمد أبو المغيرة من رجال الصحيح.
(٢) رواه الطبراني (٨/ ١١٩) (٧٥٤٦). قال المنذري في ((الترغيب والترهيب)) (٤/ ٣١٣): إسناده حسن في المتابعات، وقال الهيثمي (١٠/ ٣٦٩): رجاله وثقوا على ضعف في بعضهم.
(٣) رواه مسلم (٢٣٠٣).
(٤) رواه البخاري (٤٩٦٤).
(٥) رواه مسلم (٤٠٠).
(٦) رواه الترمذي (٣٣٦٠)، وأحمد (٣/ ١٠٣) (١٢٠٢٧)، والنسائي في ((السنن الكبرى)) (٦/ ٥٢٣) (١١٧٠٦)، وابن حبان (١٤/ ٣٩٠) (٦٤٧٢)، والحاكم (١/ ١٥٢). قال الترمذي: حسن صحيح، وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه بهذا اللفظ، ووافقه الذهبي، وقال العراقي في ((تخريج الإحياء)) (٥/ ٣٠٧): لم أجده هكذا بتمامه، وقال ابن حجر في ((فتح الباري)) (١٣/ ٤٩٠): أصله عند البخاري بنحوه.

<<  <  ج: ص:  >  >>