للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي (سنن الترمذي) من حديث طويل عن معاذ بن جبل، قال: ((إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول – أي في ابن سلام – إنه عاشر عشرة في الجنة)) (١).

هذه الأحاديث تضمنت الشهادة بالجنة لعبد الله بن سلام وأنه من المقطوع لهم بها.

قال ابن كثير في ترجمة عبد الله بن سلام: (وهو ممن شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة وهو ممن يقطع له بدخولها) (٢).

(٢٠) أم سليم بنت ملحان:

هي: أم سليم بنت ملحان بن خالد بن زيد بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار. اختلف في اسمها، فقيل: سهلة، وقيل: رميلة، وقيل: رميثة، وقيل: مليكة، ويقال: الغميصاء، أو الرميصاء كانت تحت مالك بن النضر، أبي أنس بن مالك في الجاهلية، فولدت أنساً في الجاهلية، وأسلمت مع السابقين إلى الإسلام من الأنصار، فغضب مالك وخرج إلى الشام، فمات، فتزوجت بعده أبا طلحة الأنصاري.

أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه رآها وسمع صوت حركة مشيها في الجنة.

فقد روى البخاري بإسناده إلى جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((رأيتني دخلت الجنة فإذا أنا بالرميصاء امرأة أبي طلحة)) (٣).

وعند مسلم بلفظ: ((أريت الجنة، فرأيت امرأة أبي طلحة)) (٤).

وروى مسلم بإسناده إلى أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ((دخلت الجنة فسمعت خشفة، فقلت: من هذا؟ قالوا: هذه الغميصاء بنت ملحان أم أنس بن مالك)) (٥).

فهذه الأحاديث تضمنت شهادة النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة لأم سليم رضي الله عنها.


(١) رواه الترمذي (٣٨٠٤). وقال: حسن صحيح غريب، وقال ابن عبدالبر في ((الاستيعاب)) (٣/ ٥٤): حسن الإسناد صحيح، وقال ابن حجر في ((الإصابة)) (٢/ ٣٢١): إسناده جيد، وصححه الألباني في ((صحيح سنن الترمذي)).
(٢) ((البداية والنهاية)) (٨/ ٣٠).
(٣) رواه البخاري (٣٦٧٩).
(٤) رواه مسلم (٢٤٥٧).
(٥) رواه مسلم (٢٤٥٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>