للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وما رواه أبو داود من حديث أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا تزال أمتي بخير - أو على الفطرة - ما لم يؤخروا المغرب إلى أن تشتبك النجوم)) (١) ورواه ابن ماجه من حديث العباس، (٢) ورواه الإمام أحمد من حديث السائب بن يزيد.

وقد جاء مفسراً، تعليله: لا يزالون بخير ما لم يؤخروا المغرب إلى طلوع النجم، مضاهاة لليهودية ويؤخروا الفجر إلى محاق النجوم: مضاهاة للنصرانية.

قال سعيد بن منصور: حدثنا أبو معاوية، حدثنا الصلت بن بهرام، عن الحارث بن وهب، عن أبي عبد الرحمن الصنابحي، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تزال أمتي على مسكة ما لم ينتظروا بالمغرب اشتباك النجوم، مضاهاة لليهودية، ولم ينتظروا بالفجر محاق النجوم، مضاهاة للنصرانية، ولم يكلوا الجنائز إلى أهلها)) (٣). اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم لشيخ الإسلام أحمد بن عبد الحليم بن تيمية – ص١٨٧

ومن مخالفة أهل الكتاب أيضاً الأمر بتعجيل الفطور ... وهذا يدل على أن الفصل بين العبادتين: أمر مقصود للشارع، وقد صرح بذلك - فيما رواه - أبو داود، عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا يزال الدين ظاهراً ما عجل الناس الفطر، لأن اليهود والنصارى يؤخرون)) (٤)، وهذا نص في أن ظهور الدين الحاصل بتعجيل الفطر لأجل مخالفة اليهود والنصارى.

وإذا كان مخالفتهم سبباً لظهور الدين، فإنما المقصود بإرسال الرسل أن يظهر دين الله على الدين كله، فيكون نفس مخالفتهم من أكبر مقاصد البعثة. اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم لشيخ الإسلام أحمد بن عبد الحليم بن تيمية – ص١٨٧


(١) [١١٤٨])) رواه أبو داود (٤١٨) , والطبراني (٤/ ١٨٣) , وأحمد (٤/ ١٤٧) (١٧٣٦٧) , والحاكم (١/ ٣٠٣) , والبيهقي في ((السنن الكبرى)) (١/ ٣٧٠) , من حديث أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه, والحديث سكت عنه أبو داود, وقال الحاكم حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه وله شاهد صحيح الإسناد, ووافقه الذهبي, وقال ابن عبد الهادي في ((تنقيح تحقيق التعليق)) (١/ ٢٥٤): [فيه] محمد بن إسحاق صدوق, وقال الشوكاني في ((نيل الأوطار)) (١/ ٤٠٣): في إسناده محمد بن إسحاق ولكنه صرح بالتحديث, وصححه الألباني في ((صحيح أبي داود)).
(٢) [١١٤٩])) رواه ابن ماجه (٦٨٩) , والطبراني في ((الأوسط)) (٢/ ٢١٤) و ((الصغير)) (١/ ٥٦) , والحاكم (١/ ٣٠٤) , من حديث العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه, قال النووي في ((المجموع شرح المهذب)) (٣/ ٣٥): إسناده جيد, وقال الذهبي في ((سير أعلام النبلاء)) (١١/ ١٤٢): [فيه] عمر وهو تالف, وصححه الألباني في ((صحيح سنن ابن ماجه)).
(٣) [١١٥٠])) رواه أحمد (٤/ ٣٤٩) (١٩٠٩٠) , والطبراني (٨/ ٨٠) , قال ابن رجب في ((فتح الباري لابن رجب)) (٣/ ٢٤٠): مرسل, وقال الهيثمي في ((مجمع الزوائد)) (١/ ٣١٦): رجاله ثقات.
(٤) [١١٥١])) رواه أبو داود (١/ ٧١٨) , وأحمد (٢/ ٤٥٠) (٩٨٠٩) , والحاكم (١/ ٥٩٦) , والنسائي في ((السنن الكبرى)) (٢/ ٢٥٣) , والبيهقي في ((السنن الكبرى)) (٤/ ٢٣٧) , وابن حبان (٨/ ٢٧٣) , وابن أبي شيبة في ((المصنف)) (٢/ ٢٧٧) , والحديث سكت عنه أبو داود, وقال الحاكم هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه, وأشار المنذري في ((الترغيب والترهيب)) (١/ ١٥١): إلى أن [إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما] , وحسنه الألباني في ((صحيح الجامع)) (٧٦٨٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>