للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٣ - ومنها ما رواه البخاري ومسلم في (صحيحيهما) عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((الناس تبع لقريش في هذا الشأن، مسلمهم تبع لمسلمهم، وكافرهم تبع لكافرهم)) (١).

٤ - وفي مسند الإمام أحمد: ((أن أبا بكر وعمر لما ذهبا إلى سقيفة بني ساعدة حين اجتمع الأنصار لاختيار خليفة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، تكلَّم أبو بكر ولم يترك شيئًا أنزل في الأنصار وذكره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من شأنهم إلا ذكره، وقال: ولقد علمتم أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: لو سلك الناس واديًا وسلكت الأنصار واديًا سلكت وادي الأنصار. ولقد علمت يا سعد أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال وأنت قاعد: قريش ولاة هذا الأمر فَبَرُّ الناس تبع لبرهم، وفاجرهم تبع لفاجرهم، فقال له سعد: صدقت نحن الوزراء وأنتم الأمراء)) (٢).

وقد مرَّ معنا في الرواية الواردة في الصحيح ... في مبايعة أبي بكر رضي الله تعالى عنه عند ذكره لهذا الحديث بمعناه لا بلفظه حيث قال: (ولن يعرف هذا الأمر إلا لهذا الحي من قريش) (٣).

(٥) ومنها ما رواه الإمام أحمد بسنده عن أنس بن مالك: ((أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قام على باب البيت ونحن فيه فقال: الأئمة من قريش، إن لهم عليكم حقًا ولكم عليهم حقًا مثل ذلك، ما إن استرحموا رحموا، وإن عاهدوا وفوا، وإن حكموا عدلوا، فمن لم يفعل ذلك منهم فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين)) (٤). وقال ابن حزم: (وهذه رواية الأئمة من قريش. جاءت مجيء التواتر رواها أنس بن مالك، وعبد الله بن عمر بن الخطاب، ومعاوية وروى جابر بن عبد الله، وجابر بن سمرة، وعبادة بن الصامت معناها) (٥).

... وأكثر من هذا ما ذكره الحافظ ابن حجر حيث قال: (قد جمعت طرقه عن نحو أربعين صحابيًا لما بلغني أن بعض فضلاء العصر ذكر أنه لم يرد إلا عن أبي بكر الصديق) (٦). إلى غير ذلك من الأحاديث الكثيرة في هذا الباب.

ثانيًا الإجماع:

أما الإجماع: فقد حكاه غير واحد من العلماء منهم: النووي حيث قال في شرحه لحديث: ((الناس تبع لقريش ... )) إلخ. الحديث: (هذه الأحاديث وأشباهها دليل ظاهر على أن الخلافة مختصة بقريش لا يجوز عقدها لأحد من غيرهم، وعلى هذا انعقد الإجماع في زمن الصحابة والتابعين فمن بعدهم بالأحاديث الصحيحة) (٧).


(١) [١٣٠٤٩])) رواه البخاري (٣٤٩٥)، ومسلم (١٨١٨).
(٢) [١٣٠٥٠])) رواه أحمد (١/ ٥) (١٨). قال ابن تيمية في ((منهاج السنة)) (١/ ٥٣٦): مرسل حسن، قال الهيثمي في ((مجمع الزوائد)) (٥/ ١٩٤): رواه أحمد - وفي الصحيح طرف من أوله - ورجاله ثقات إلا أن حميد بن عبد الرحمن لم يدرك أبا بكر، وقال الألباني في ((سلسلة الأحاديث الصحيحة)): رجاله ثقات إلا أن حميد بن عبد الرحمن لم يدرك أبا بكر وللحديث شاهد.
(٣) [١٣٠٥١])) جزء من حديث طويل رواه البخاري (٦٨٣٠). من حديث بن عباس رضي الله عنهما.
(٤) [١٣٠٥٢])) رواه أحمد (٣/ ١٢٩) (١٢٣٢٩)، والنسائي في ((السنن الكبرى)) (٣/ ٤٦٧) (٥٩٤٢)، والطيالسي (ص: ٢٨٤)، والطبراني (١/ ٢٥٢) (٧٢٥)، والبيهقي (٨/ ١٣٤) (١٦٣١٨)، والمنذري في ((الترغيب والترهيب)) (٣/ ١٨٦). وقال: إسناده جيد، والحديث صحح إسناده عبدالحق الإشبيلي في ((الأحكام الصغرى)) (٤٨٣) كما أشار إلى ذلك في المقدمة، وقال الهيثمي في ((مجمع الزوائد)) (٥/ ١٩٥): رجال أحمد ثقات، وصححه العراقي في ((محجة القرب)) (١٨٩).
(٥) [١٣٠٥٣])) ((الفصل في الملل والأهواء والنحل)) (٤/ ٨٩).
(٦) [١٣٠٥٤])) ((فتح الباري)) (٧/ ٣٢).
(٧) [١٣٠٥٥])) ((شرح صحيح مسلم)) للنووي (١٢/ ٢٠٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>