للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال ابن كثير رحمه الله: (قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله: وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ. وفي قوله: أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ [الشورى: ١٣]. ونحو هذا في القرآن قال: أمر الله المؤمنين بالجماعة ونهاهم عن الاختلاف والتفرقة وأخبرهم أنه إنما هلك من كان قبلهم بالمراء والخصومات في دين الله ونحو هذا. قاله مجاهد وغير واحد) (١).

ثم ساق ابن كثير رحمه الله حديث ابن مسعود وذكر تخريجه.

وقال الشوكاني رحمه الله في تفسير الآية: (قال ابن عطية: وهذه السبل تعم اليهودية والنصرانية، والمجوسية وسائر أهل الملل وأهل البدع والضلالات من أهل الأهواء والشذوذ في الفروع وغير ذلك من أهل التعمق في الجدل والخوض في الكلام، هذه كلها عرضة للزلل ومظنة لسوء المعتقد) (٢).

إلى أن قال رحمه الله: "وقد أخرج الترمذي وحسنه وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وأبو الشيخ وابن مردويه عن عبادة بن الصامت قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أيكم يبايعني على هؤلاء الآيات الثلاث؟ ثم تلا: قُلْ تَعَالَوْاْ إلى ثلاث آيات، ثم قال: فمن وفى بهن فأجره على الله ومن انتقص منهن شيئا فأدركه الله في الدنيا كانت عقوبته، ومن أخره إلى الآخرة كان أمره إلى الله إن شاء آخذه وإن شاء عفا عنه)) (٣). وجوب لزوم الجماعة وترك التفرق – جمال بن أحمد بادي – ص: ٣٣

الدليل الثالث:

قال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ [الأنعام: ١٥٩].

ذكر ابن جرير رحمه الله أن علي بن أبي طالب قرأ: (فارقوا دينهم) (٤).

قال: "وكأن عليا ذهب بقوله (فارقوا دينهم) خرجوا فارتدوا عنه من المفارقة، وأما الجمهور فقرأوا (فرقوا) (٥). ثم قال: (والصواب من القول في ذلك أن يقال: إنهما قراءتان معروفتان، قد قرأت بكل واحدة منهما أئمة من القراء، وهما متفقتا المعنى غير مختلفتيه، وذلك أن كل ضال فلدينه مفارق) (٦).

ثم ذكر بعد ذلك الأقوال عن السلف في المقصودين بتلك الآية. فقال بعضهم: عنى بذلك اليهود والنصارى (٧). ثم ذكر بأسانيده من قال بذلك القول (٨) ثم قال: (وقال آخرون: عنى بذلك: أهل البدع من هذه الأمة الذين اتبعوا متشابه القرآن دون محكمه) (٩). ثم ذكر بأسانيده من قال بذلك القول (١٠).


(١) ((تفسير القرآن العظيم)) (٢/ ١٩٠).
(٢) ((فتح القدير)) (٢/ ١٧٨).
(٣) ((فتح القدير)) (٢/ ١٧٨).
(٤) ((جامع البيان)) (٨/ ١٠٤ - ١٠٥).
(٥) ((جامع البيان)) (٨/ ١٠٤ - ١٠٥).
(٦) ((جامع البيان)) (٨/ ١٠٤ - ١٠٥).
(٧) ((جامع البيان)) (٨/ ١٠٤ - ١٠٥).
(٨) ((جامع البيان)) (٨/ ١٠٤ - ١٠٥).
(٩) ((جامع البيان)) (٨/ ١٠٤ - ١٠٥).
(١٠) ((جامع البيان)) (٨/ ١٠٤ - ١٠٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>