للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال الذهبي: (داود بن سليمان الجرجاني الغازي عن علي بن موسى الرضا وغيره، كذبه يحيى بن معين، ولم يعرفه أبو حاتم، وبكل حال فهو شيخ كذاب، له نسخة موضوعة على الرضا) (١).

وقال الشوكاني عن الحديث: إنه موضوع، وقد أورده بلفظ: ((أربعة أنا شفيع لهم يوم القيامة: المكرم لذريتي، والقاضي لهم حوائجهم, والساعي لهم في أمورهم مما اضطروا إليه، والمحب لهم بقلبه ولسانه)) (٢) (٣).

ومثل الحديث السابق ما روى الطبراني عن أبي سعيد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((إنما مثل أهل بيتي فيكم مثل باب حطة في بني إسرائيل من دخله غفر له)) (٤). وفي سنده مجاهيل.

قال الهيثمي عن سنده: (وفيه جماعة لم أعرفهم) (٥).

ومثله الحديث الآخر: ((من أحبني فليحب علياً, ومن أحب علياً فليحب فاطمة, ومن أحب فاطمة فليحب الحسن والحسين, وإن أهل الجنة ليباشرون ويسارعون إلى رؤيتهم ينظرون إليهم, محبتهم إيمان, وبغضهم نفاق, ومن أبغض أحداً من أهل بيتي فقد حرم شفاعتي, فإنني نبي مكرم, بعثني الله بالصدق, فحبوا أهل بيتي, وحبوا عليًّا)) (٦) (٧).

وهذا الحديث موضوع وباطل, والذي وضعه عبد الله بن حفص.

٨ - ومنها كذلك:

ما يروى من الأحاديث التي تدل على استحقاق الشفاعة بحفظ أربعين حديثاً من السنة؛ مثل ما يروى عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما من مسلم يحفظ على أمتي أربعين حديثاً يعلمهم بها أمر دينهم إلا جيء به يوم القيامة فقيل له: اشفع لمن شئت)) (٨).

وفي سند هذا الحديث يزيد بن أبان الرقاشي، وهو راو متروك، كما ذكر النسائي وغيره (٩).

وفيه كذلك عمرو بن الأزهر، وكان يضع الحديث، كما ذكر الإمام أحمد، وقال البخاري: (يرمى بالكذب)، وقال النسائي وغيره: (متروك) (١٠).

وهذا الحديث هو أحد الأحاديث التي ذكرها ابن عبد البر في إثبات الشفاعة لمن حفظ أربعين حديثاً، وقد ذكر ابن الجوزي عدة أحاديث في ثبوت الشفاعة لمن حفظ أربعين حديثاً، ثم عقب عليها بالتضعيف (١١).

٩ - ومنها كذلك:

ما يروى عن استحقاق الشفاعة لمن قضى حوائج الناس؛ مثل ما يروى عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من قضى لأخيه حاجة كنت واقفاً عند ميزانه، فإن رجع وإلا شفعت له)) (١٢).


(١) ((ميزان الاعتدال)) (٢/ ٨).
(٢) أورده الحافظ في ((لسان الميزان)) (٢/ ٤١٧) في ترجمة داود بن سليمان الجرجانى الغازي) وقال: هو شيخ كذاب له نسخة موضوعة عن علي بن موسى الرضا.
(٣) ((الفوائد المجموعة)) (ص: ٣٩٧).
(٤) رواه الطبراني في ((المعجم الأوسط)) (٦/ ٨٥) (٥٨٧٠). قال الهيثمي في ((مجمع الزوائد)) (٩/ ١٧١): فيه جماعة لم أعرفهم.
(٥) ((مجمع الزوائد)) (٩/ ١٧١).
(٦) رواه ابن عدي في ((الكامل في الضعفاء)) (٥/ ٤٣٤). من حديث أنس رضي الله عنه. وقال: موضوع، وأورده ابن الجوزي في كتاب ((الموضوعات)) (٢/ ٢٣٢).
(٧) ((الفوائد المجموعة)) (ص: ٣٩٥).
(٨) رواه ابن عدي في ((الكامل في الضعفاء)) (٥/ ٥٦)، والخطيب في ((شرف أصحاب الحديث)) (ص: ٢٠)، وابن عبدالبر في ((جامع بيان العلم وفضله)) (١/ ٩٥). قال الذهبي في ((تلخيص العلل المتناهية)) (١٣٥): فيه موسى الطويل كذاب، وضعفه الألباني في ((ضعيف الجامع)) (٥٣٧٩).
(٩) انظر: ((الضعفاء والمتروكين)) (٦٤٢)، و ((ميزان الاعتدال)) (٣/ ٢٤٥).
(١٠) انظر: ((الضعفاء)) للعقيلي (١٢٦٢)، و ((الضعفاء والمتروكين)) للنسائي (٤٥٤)، ((ميزان الاعتدال)) (٣/ ٢٤٥).
(١١) ((العلل المتناهية)) (١/ ١١١ - ١٢١).
(١٢) رواه أبو نعيم في ((حلية الأولياء)) (٦/ ٣٥٣). وقال: غريب من حديث مالك تفرد به الغفاري.

<<  <  ج: ص:  >  >>