للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال في حَوَادِث سَنَة ثلاثين وثَلاثِمائة: وصُرِفَ القُضَاةُ عن الجانبَبن ببَغْدَاد، وتقَلَّد القَضَاء بهما أبو الحُسَينِ أحْمَد بن إسْحاق الخَرْقِيّ لأرْبعٍ (a) بَقِينَ من شَهْر رَبِيع الآخر، وخُلعَ عليه في يَوْم خَمِيْسٍ، ونَزَلَ في جامِع الرُّصَافَة، وقرأ عَهْدَهُ.

وقال أبو بَكْر الصُّوْلِيّ (١) في حَوَادِث سَنَة ثَلاثٍ وثَلاثين وثَلاثمائة، قال: ووجَّه المتقى لله أحْمَد بن عبد الله في إسْحاق القَاضِي من الرَّقَّة إلى الأَمِير تُوْزُون ليُؤكِّد الأَيْمان عليه ويُجَدِّدَها، ووافَقَهُ على شَرائط اشْتَرَطها عليه المُتَّقِيّ لله، وأشْهد عُدُولَهُ عليه ووُجُوهَ الهاشِميِّيْن أصْحَاب المَرَاتِب الّذين يَصِلونَ إلى السُّلْطان أيَّام المَوْكب، ويقدَّمُونَ القُضَاةَ والعَالمَ في السَّلام، ويَسْمَعُون أيْمانَهُ، وما عملت (b) له منها ممَّا يُطوقون رقَبته، فوصَل القَاضِي إلى بَغْدَاد يَوْم الخَمْيِس لأرْبَعٍ خَلَوْنَ من صَفَر سَنَة ثَلاثٍ وثَلاثين وثَلاثِمائة، ففعَل جميع ما تقدَّم بهِ إليه المتَقِيّ للهِ، وكان قد وجَّه معَهُ بخِلَعٍ وطَوْق من ذَهَبٍ ليخلعَهَا على الأَمِيرِ تُوْزُون إذا فَرغ ممَّا بينَهُ وبينَهُ، ففَعَل هذا كُلّهُ إلَّا أمْر الخِلَعَ فإنَّهُ دَافع عنْهُ.

قال (٢): وتحدَّث النَّاسُ بمَجيء الخَلِيفَة إلى هِيْت، وخرَج القَاضِي إليه، وعرَّفَهُ جميعَ ما جَرَى، وطيَّب نَفْسَه، وسكن إلى ذلك، ورَجَعَ القَاضِي إلى الأَمِير تُوْزُون فعرَّفه ما صَنَعَ، فدَخَلَ بَغْدَاد للنِّصْف من صَفَر، ثمّ ذكَر قبضَ تُوْزُون على المُتَّقِّي لله، وأنَّهُ كحلَهُ.

قال: وعَبَرَ تُوْزُون مع المُسْتَكْفِي بالله يَوْم الأَحَد لاثْنَتي عَشرة لَيْلَة خَلَتْ من صَفَر، ونزَل بباب الشَّمَّاسِيَّةِ، وقبضَ على أبي الحُسَين عليّ بن مُحَمَّد بن مُقْلَة وَزِير المُتَّقِيّ، وعلى القَاضِي الخَرْقِيّ، وعلى جَمَاعَة معهم.


(a) في كتاب الصولي: لأيام.
(b) كذا في الأصل وفوقها "صـ".

<<  <  ج: ص:  >  >>