للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالنَّدِّ ونَفَحَ المِسْكُ، فدخلَتُ الرَّائِحَةُ إلى كَهْف أبي عَبْد اللَّهِ المَزَابِلِيّ، فصَاحَ بصَوْتٍ عَظِيم: يا أبا عَبْد اللَّه المَزَابِلِيّ، فلمَّا اشْتَمَّ المَزَابِلِيّ الرَّائِحَةَ، وسَمِعَ الصَّوْتَ، قال: ما لك عافَاكَ اللَّهُ، ومَنْ أنتَ؟ قال: أنا الرُّوْحُ الأَمِينُ جِبْرِيل، رَسُول رَبّ العالَمِين، أرْسَلَني إليكَ! فلم يَشُكّ المَزَابِلِيّ في صِدْق القَوْل، وأجْهشَ بالبُكَاءِ والدُّعَاء، وقال: يا جِبْرِيل، ومَنْ أنا حتَّى يُرْسلَكَ اللَّهُ إليَّ!؟ فقال: الرَّحْمنُ يُقْرئكَ السَّلامَ ويقُوِل لك: مُوسَى بن الزُّكُوْرِيّ غَدًا رَفِيْقُكَ في الجَنَّةِ، فصَعِقَ أبو عَبْدِ اللَّهِ، وسَمِعَ صَوْت الثِّيَابِ ورَأى بَيَاضَها، وتَركَهُ مُوسَى ورجَع.

فلمَّا كان من الغَدِ، كان يَوْم الجُمُعَة، فأقْبَل المَزَابِلِيّ يُخْبرُ النَّاس برسَالةِ جِبْرِيل، ويقُول: تَمَسَّحُوا بابن الزُّكُوْرِيّ، وسَلُوه أنْ يَجْعَلَني في حلٍّ، واطْلبُوهُ لي، فأَقْبل العامَّهَ أرْسَالًا إلى دار (a) ابن الزُّكُوْرِيِّ يطلبُونَه ويَسْتحلُّونَهُ، فظَهَرَ وأَمِنَ.

أبو عَبْدِ اللَّه الحَلَبِيُّ

سَمِعَ أبا إسْحَاق الفَزَارِيّ، رَوَى عنهُ عَبْدُ اللَّه بن خُبَيْق.

وكان من شُيُوخ الصُّوْفيَّة، وصَحِبَ الجُنَيْدَ.

أخْبَرَنا يُوسُف بن خَلِيل بحَلَب (b)، قال: أخْبَرَنا أبو القَاسِم يَحْيَى بن أَسْعَد بن بَوْش، قال: أخْبَرَنا أبو العِزّ أحْمَد بن عُبَيْدِ اللَّه بن مُحَمَّد بن كَادِش، قال: أخْبَرَنا أبو عليّ مُحَمَّد بن الحُسَين بن مُحَمَّد الجَازِرِيّ، قال: أخْبَرَنا القَاضِي أبو الفَرَج المُعَافَى بن زَكَرِيَّاء النَّهْرَوَانيّ الجَرِيْريّ (١)، قال: حَدَّثَنَا أحْمَدُ بن عليّ القَاضِي النَّيْسَابُوريّ، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن المُسَيَّب الأَرْغِيَانِيّ، قال: حَدَّثَني عَبْدُ اللَّهِ بن خُبَيْق، قال: حَدَّثَني


(a) ساقطة من م.
(b) ساقطة من م.

<<  <  ج: ص:  >  >>