الضَّريرُ إمْلاءً من حِفْظِهِ بحَلَب، قال: أنْشَدَني أبو زَكَرِيَّاء يَحْيى بن عمَّار بن أبي القاسِم العَصَّار الرَّسْعَنِيّ الضَّرير إمْلاءً من حِفْظه بحلَب، قال: أنْشَدَني أبو زَكَرِيَّاء يحيى بن عَمَّار بن أبي القَاسِم العَصَّار الرَّسْعَنِيّ لنَفْسِه برَأسِ عَيْن: [من الطويل]
أَرَى قَلَمِي قَدْ زَلَّ عَن كَوْنِ وَصْفهِ … وزَلَّتْ يَدِي عَنْ قَصْدِ ما أنا طَالِبُهْ
حُسَامٌ نَبا مِنْ بَعدِ حَزْمٍ وحِدَّةٍ … فَكَلَّتْ غرارَاهُ وفُلَّتْ مَضَارِبُهْ
إذا رُمْتُ حرْفًا صَدَّني وأَعَاقَني … يُغالبُني طَوْرًا وطَوْرًا أُغَالِبُهْ
فلا خَيْرَ فيمَن خَانَ وُدَّ حَبِيْبِهِ … وأسْدَلَ دَيْجُورًا وغَابَتْ كَواكِبُهْ
فَذَرْهُ بقَاعٍ بَلْقَعٍ لا يَرَى بهِ … أَنِيْسًا ولا تُلْمِمْ بهِ فتُعَاتِبُهْ
الحَسَنُ بن عليّ بن الحَسَن بن شَوَّاش المُقْرِئ الأَرْتَاحِيُّ، أبو عليّ الكَتَّانِيُّ المُعَدَّل (١)
من أرْتَاح؛ قَرْيَةٌ، من عَمَل حَلَب بالقُرْب من ثَغْر حَارِم.
انْتَقَلَ إِلى دِمَشْقَ وسَكَنَها، وتَوَلَّى بها الإشْرَاف على وَقْف الجَامِع، وأظُنُّ انْتِقَاله إلى دِمشْق عنها لغَلَبَةِ الرُّوم عليها.
حَدَّثَ عن أبي القَاسِم إسْمَاعيْل بن القاسِم بن إسْمَاعيْل الحَلَبيّ المُؤَدِّب، ويُوسُف بن القَاسِم المَيَانِجِيّ، وأبي العبَّاس أحْمد بن مُحَمَّد بن عليّ بن هَارُون البَرْدَعيّ، والفَضْل بن جَعْفَر التَّمِيْميّ، وأبي سُلَيمان بن زَبْر.
رَوَى عنهُ أبو عليّ الحَسَن بن عليّ الأهْوَازيّ، وأبو سَعد السَّمَّان، وأبو مُحَمَّد عَبْدُ العَزِيز بن أحْمد الكَتَّانيّ، وأبو طَاهِر مُحَمَّد بن الحُسَين الحِنَّائيُّ، وأبو طَاهِر بن أبي
(١) توفي سنة ٤٣٩ هـ، وترجمته في: تاريخ مولد العلماء ووفياتهم لابن زبر (ذيوله) ٣٤٧، تاريخ ابن عساكر ١٣: ١٥٠ - ١٥١، مختصر تاريخ دمشق لابن منظور ٦: ٣٥٣، تاريخ الإسلام ٩: ٥٨١، بدران: تهذيب تاريخ ابن عساكر ٤: ١٩٩.