للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أبو المنُجَّي بن مِسْعَر التَّنُوخِيُّ المَعَرِّيُّ (١)

واسْمُه هِبَة اللَّه بن مُيَسّر بن مِسْعَر.

شَاعِرٌ من بَيْتٍ مَشْهُور بمَعَرَّة النُّعْمَان (a)، فيهم الرُّوَاةُ والعُلَمَاءُ والشُّعَراءُ.

رَوَى عنهُ شَيئًا من شِعْره أبو عُبَيْدَة مُحَمَّد بن عَبْد العَزِيْز بن مُحَمَّد بن هَمَّام بن المُهَذَّبِ، وقد ذَكَرْناهُ في حَرْف الهَاءِ (٢)، وذَكَرنا شَيئًا من شِعْره.

ووَقَعَ إليَّ بعد ذلك قَصِيدَةً من شِعْره يَشْكُو فيها حَالَهُ وهو في الحَبْسِ والقَيْد، ويَشْكُو إلى أهْله، وقد ذَكَرْنا بعض هذه القَصِيدَة في حَرْف الهَاء في تَرْجَمَتِهِ بالإسْنَادِ، فنُورد القَصِيدَة بكَمَالِهَا هُنا لأنَّ بَقِيَّة القَصِيدَة أجْوَد ممَّا مَضَى منها، وفيها تَفْصِيل حَالهِ.

نَقَلْتُ من جُزءٍ وَقَعَ إليَّ بخَطِّ بعضِ المَعَرِّيِّيْن أوْدَعَ فيه شَيئًا مِن أشْعَار المَعرِّبِّين وغيرهم، فَنَقَلْتُ منهُ ما صُوْرته: القَاضِي أبو المُنَجَّى بن مِسْعَر رحِمَهُ اللَّهُ: [من الكامل]

يا أخوتي كيفَ السَّبِيْل إليكُمُ … لا كان يَوْمٌ بنْتُ فيهِ عَنكم

فارقْتُ مُذْ فارقتكمُ سنَةَ الكَرَى … ووَصَلتُ حَبْلِ الدَّمْع منذُ صرَمْتُم

ولقد أرَى بيني وبينكمُ نَوًى … من دُوْنها وَضْح المَسَالكِ مبهمُ

تاللَّهِ ما أجْفُوكمِ لملَالَةٍ … أجْفُوكُمِ ويَعِزّ أنْ أجفُوكُمُ

واللَّهِ لا نَهْنَهْتُ (b) مَدْمَع نَاظِري … أنَّي جَرَى منْهُ لفُرْقتكم دَمُ

واللَّهِ ما أسَفِي على الدُّنْيا ولو … فَارقْتُها أَسفِي بكُم وعلَيكُمُ


(a) م: بالمعرة.
(b) م: بهمت.

<<  <  ج: ص:  >  >>