للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أخْبَرَنا أبو هَاشِم عَبْدُ المُطَّلِب بن الفَضْل الهاشِميّ، قال: أخْبَرَنا أبو سَعْد عَبْد الكَريم بن مُحَمَّد السَّمْعَانيّ، قال: سَرَايَا بن هِبَة اللّه بن الحَسَن بن إبْراهيم الحَرَّانيّ أبو الغَنائِم، شَيْخٌ صَالِحٌ من أهْلِ حَرَّان، سَكَنَ دِمْيَاط من أرض مِصْرَ، وهو مُتَودِّدٌ كَثِيْر الرَّغْبَةِ في الخَيْر وسَمَاع الحَدِيْث والعِلْم، وقال لي: سَمِعْتُ ببَغْدَاد من الشَّيْخ أبي مُحَمَّد رِزْق اللّه بن عَبدِ الوَهَّاب بن عَبْدِ العَزِيْز التَّمِيْمِيّ وسِنُّه كان يَحْتَمل ذلك ولكن ما وجَدْنا أصْل سَمَاعه، وسَمِعَ على كِبَر سِنّه، بقراءتي الكَثِيْر بنَيْسَابُور من مُحَمَّد بن الفَضْل بن أحْمَد الصَّاعِدِيّ، ثمّ رَأيتُه ببَغْدَاد في سَنَة أرْبعٍ وثَلَاثين، وسَمِعَ بقراءتي أيضًا بها، وآخر عَهْدِي به أنِّي رَأيتُه بدِمَشْق في سَنَة ستٍّ وثَلاثين عَازِمًا على الرُّجُوع إلى دِيَار مِصْر، وتَجْدِيد العَهْد بأوْلَاده، وكانُوا بدِمْيَاط، وسَمِعَ بقرِاءتي شَيْئًا عن القَاضِي أبي طَالِب عليّ بن عبد الرَّحْمن بن عِيَاض الصُّوْرِيّ بدِمشْق. وكُنْتُ قد علَّقْتُ عنه مُقَطَّعات من الشِّعْر بنَيْسَابُور.

سُرْخَاب بن الحَسَن بن الحُسَين - وقيل: سُرْخَاب بن أبي الغَرِيْب بن يَحْيَى بن الحَسَن - أبو الفَضْل الأُرْمَوِيُّ الشَّافِعيُّ (١)

كان من أهْل أُرْمِيَة، وكان شَافِعيّ المَذْهَب، فَقِيهًا مُتكَلِّمًا مُفْتِيًا، صَحِبَ أبا سَعْد عَبْد اللّه بن مُحَمَّد بن أبي عُصْرُون، وتَفَقَّهَ عليه، وتولَّى التَّدْرِيس بحَلَب بالمَدْرَسَة النُّورِيَّة المُسْنَدة إلى بَني أبي عُصْرُون، وكان يَنُوب فيها عن القَاضِي نَجْم الدِّين عبد الرَّحْمن بن أبي سَعْد، وكان يَتَولَّى تَرْبية أوْلَاده، ويُعَلِّمهم الفِقْه، وكان مُحْتَرمًا بحَلَب عند المَلِك الظَّاهِر غَازِي بن يُوسُفَ بن أَيُّوب، إلى أنْ اتَّفَق منه أمْر تغيّر قَلْب السُّلْطان، فَخَرَجَ عن حَلَب في سَنَة خَمْسٍ وستِّمائة.


(١) توفي سنة ٦٠٧ هـ، وترجمته في: الأعلاق الخطيرة لابن شداد ١/ ١: ٢٤٦ وأرخ وفاته سنة ٦٠٩ هـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>