للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

دُرَيْد، ثُمَّ إنَّهُ انْفَصَل عن أبي المَعَالِي سَنَة إحْدَى وسَبْعِين وثَلاثِمائة في شَهْر رَمَضَان بأوْلَادِه وأسْبَابِه وتَوَجَّه إلى بَغْدَاد، واسْمُه يُونُس بن عَبْدِ اللَّه بن نَانَا، وقد ذَكَرْناهُ (١).

أبو صَالِح بن المُهَذَّب المَعَرِّيُّ

وهذا غير أبي صالِح مُحَمَّد بن عليّ بن المُهَذَّب الّذي كان في عَصْر أبي العَلَاء ابن سُلَيمان، فإنَّ هذا مُتأخِّر العَصْر بعد الخَمْسمائة.

أخْبَرَنا أبو الحَسَن مُحَمَّد بن أبي جَعْفَر أحْمَد بن عليّ الفَنَكِيّ بدِمَشْق، قال (٢): أنْشَدَنا مُؤَيَّد الدَّوْلَة أُسامَةُ بن مُرْشِد بن مُنْقِذ لنَفْسِه، وذَكَرَ أنَّهُ قالها على لسَان الشَّيْخ أبي صالح بن المُهَذَّب رَحِمَهُ اللَّهُ، وكانت فيه حدَّةٌ مع فَضْلٍ وعِلْم وتُقًى، وكان نَزَل بشَيْزَرَ فَرِيقٌ من العَرَب معهم جَارِيَةٌ اسْمُها شَوْق مُسْتَحسَنَة، وكَتَبَ الأبْيَاتَ ورَمَى بها نُسَخًا بشَيْزَر، فوَقَع منها بيَدِ الشَّيْخ أبي صالح، رَحِمَهُ اللَّهُ، فقامَت قيامتُهُ، ولم يَدْر أحدٌ مَنْ عَمِل الأبْيَات، فقال له الشَّيْخُ العالِمُ أبو عَبْدِ اللَّه مُحمّد بن يُوسُف المَعْرُوف بابنِ المُنَيِّرة، رَحِمَهُ اللَّهُ، وهو مُؤَدِّبُهُ: هذه الأبْيَاتُ الّتي قد رُمِيَت ما يُحْسِنُ يَقُولُها إلَّا أنا، أو القَاضِي (a) أبو مُرْشِد بن سُلَيمان، أو أنْتَ! وأنا وأَبو مُرْشِد ما قُلْناها، وما قالها غيركَ، وهي (٣): [من المنسرح]

قُوْلَا لرِيْمٍ في حلَّةِ العَرَب … إلَيْكِ أشْكُو ما يَصْنَعُ اسْمُك بي

بِمَ اسْتَجَازَتْ عَيْنَاكِ سَفْكَ دَمِي … وأخْذ قَلْبي في جُمْلَةِ السَّلَبِ


(a) م: والقاضي.

<<  <  ج: ص:  >  >>