للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الطُّولَى، ويَكْتُب الخَطّ البَدِيْع على طَريْقَة عليّ بن هِلال المَعْرُوف بابنِ البَوَّاب، وكان ذَكيًّا فَطِنًا.

كان مع مَوْلاه سَالِم بحَلَب، فأهْدَاه إلى نِظَام المُلك حين توسَّط له مع مَلِك شَاه بقَلْعَة جَعْبَر، وقد ذَكَرنا قِصَّته في تَرْجَمة سَالِم بن مَالِك (١) في حرْف السِّيْن من هذا الكتاب.

إقْبَالُ بن عَبْدِ اللَّه الحَبَشِيُّ الخَادِمُ، المُلَقَّبُ جَمَالُ الدَّوْلةَ (٢)

عَتِيقُ ضَيْفَةَ خَاتُون بنت المَلِك العادِل أبي بَكْر بن أَيُّوب، كان أحد خَدَمها المُخْتَصِّين بها، فسخطَ عليه المَلِكُ الظَّاهِر غَازِي بن يُوسُف بن أَيُّوب وقيَّدهُ وحَبَسه في قَلْعَة عَزَاز، فأخْرَجَهُ الأتَابِك طُغْرِل بن عَبْد اللَّه الظَّاهِريّ في ولايَته بعدَ مَوْت (a) المَلِك الظَّاهِر، ولم يمُكنه من الصُّعُود إلى قَلْعَة حَلَب فمَضَى إلى دِمَشْق، واسْتَقلَّ المَلِك العَزِيز مُحَمَّد ابن المَلِك الظَّاهِر بمَمْلَكَة حَلَب، فأعادَتْهُ سيِّدَتهُ والدة المَلِك العَزِيز ضَيْفَة خَاتُون إلى خِدْمتها بقَلْعَة حَلَب.

ولمَّا ماتَ ولدُها المَلِك العَزِيزُ، وصارَ تَدْبِيرُ مَمْلَكَة ولده المَلِك النَّاصِر إلى جَدّتهِ المَذْكُورَة، قدَّمت إقْبَالَ المَذْكُور، وتمكَّن في الدَّولَة، وحَكَم على الأُمَرَاء والرَّعِيَّةِ، وتولَّى أُمُورَ المَمْلَكَة، وحَكَم في حَلَب حُكْم المُلُوك، وكان عنده إقْدامٌ وجُرْأةٌ، وظُلْمٌ وسَمَاحَةٌ، وحُمْقٌ وجَهْلٌ، فدام أمْره كذلك إلى أنْ تُوفيِّت مولَاتُه، فازْدَاد تَمكُّنُه، واسْتَقلَّ بالتَّصَرُّف في المُلْكِ، وأهَان أكَابِرَ الأُمَرَاءِ، وانْقادُوا له إلى أنْ قَدِمَ التَّتَار


(a) ساقطة من ب.

<<  <  ج: ص:  >  >>